الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 07:01

ترامب ينطق وعد بلفور الثاني بعد مئة عام على وعد بلفور الأول/ عوض حمود

كل العرب
نُشر: 17/01/18 13:05,  حُتلن: 07:54

عوض حمود في مقاله:

التصريحات الوافدة من الدول الخليجية مؤشر على مدى الارتباط والتأييد الخليجي للمشروع الامريكي

لابد من توجيه سؤال (لمعتوه امريكا )من اورثك القدس ايها المعتوه ؟ وباي حق اورثت بلد وارض وتاريخ وحضارة يزيد عمرها على عمر امريكا لشعب ليس له بها حق ؟

الاحتلال الإسرائيلي أو كما يجب أن نسميه على الارض الواقع الاستعمار الاسرائيلي وهو اليوم اخر استعمار في العالم يجب ان يزول زوالاً مطلقاً دون تلكؤ ولا لفٍ ولا دوران 

هل بلفور الثاني قابل للنجاح والتنفيذ مثلما كان قبله في ظل الاوضاع الاقليمية والدولية الحاصلة اليوم؟ فحسب كل المؤشرات والتصريحات التي نسمعها من حين لآخر من قادة معظم الدول الخليجية والزيارات المتكررة لبعض الشخصيات النافذة في السعودية، كأنور العشقي وهو جنرال سعودي متقاعد، بالإضافة للقاءات تركي الفيصل وهو رئيس المخابرات السعودية سابقا مع كبار الشخصيات الاسرائيلية في الظل والعلن على شاشات التلفزة. هذا من ناحية، وهناك الدعوة التي وجهت لمحمود عباس (للتشاور) وقد تكون هذه المشاورات مرتبطة ايضا بشكل او بآخر باللقاءات التي ذكرت، وقد ذكر أنّ محمد بن سلمان ولي العهد السعودي هذا الشاب الاهوج المتهور التي جاءت به امريكا ليقود السعودية، حسب رغباتها، وقد يكون وجه ضغطا على محمود عباس للقبول بالخطة الامريكية للسلام مع اسرائيل وبما يسمى بصفقة القرن وان السعودية من جانبها مستعدة لتزويد الاقتصاد الفلسطيني بمبلغ 10 مليار دولار، اذا ما وافق على المشروع الامريكي.

وبالطبع لا يغيب عن ذكر زيارة الوفد البحريني للقدس التي تزامنت مع اعلان ترامب المشؤوم بتاريخ 6.12.17 على ان القدس عاصمة اسرائيل وتزامن ايضا تصريح خالد بن خليفة وزير خارجية البحرين على ان قضية القدس هي قضية هامشية وليست ذات اهمية لبذل الجهد لحلها. وهناك من صرح في الكويت ان فلسطين تخص الشعب اليهودي. وللأسف ان الخليج يعج بمثل هذه التصريحات وخاصة انها جاءت متزامنة مع تصريح ترامب، فهل هي مترابطة؟

إن هذا لدليل قاطع وللأسف أن هذه التصريحات الوافدة من الدول الخليجية مؤشر على مدى الارتباط والتأييد الخليجي للمشروع الامريكي. وهنا لا بد من الاشارة الى ان حتى مظاهرات تندد بتصريح ترامب المتعلق بالقدس لم تجر في معظم دول الخليج، وهذا يدل بشكل واضح على موقف الدول الخليجية من المشروع الامريكي بالنسبة للقضية الفلسطينية. هذا الشق الاول من المشروع الامريكي، وهناك الشق الثاني المقابل لمقترحات ترامب رفض كافة مكونات الشعب الفلسطيني لهذه المقترحات والاصرار على اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس رغما عن مقترحات ترامب. وأن الشعب الفلسطيني مؤيدًا بقضيته من دول محورية شرق اوسطية متمثلة بتركيا وايران وسوريا بالإضافة ايضا لروسيا كدولة عظمة ولها نفوذها السياسي والعسكري على صعيد الشرق الاوسط. بالإضافة ايضا لدور الشعوب العربية والتنظيمات التقدمية في العالم العربي بمعزل عن الحكام العرب، لأنّ معظمهم مرتبطون بالهيمنة والمشروع الامريكي.

وهنا لابد من توجيه سؤال (لمعتوه امريكا )من اورثك القدس ايها المعتوه ؟ وباي حق اورثت بلد وارض وتاريخ وحضارة يزيد عمرها على عمر امريكا لشعب ليس له بها حق ؟ وهل هي شريعة الغاب التي تلجأ اليها امريكا في التعامل مع حقوق الشعوب؟ وهل اهلها الراسخون المرابطون تجذراً فيها وعليها منذ الاف السنين من اهل فلسطين هم غرباء اليوم في بلدهم في عهد هذا الازعر الغبي مثلما يوصف في الصحافة الامريكية بأنه مصاب بخلل عقلي ولا يصلح لأن يكون رئيساً لأمريكا؟
هل فوضت من اصحاب هذه الارض لكي تصبح مالكاً شرعياً لتهديها لمن شئت، وإذا كنت بهذا الجنون وانت كذلك فلماذا لا تهدي عاصمة بلادك واشنطن او نيويورك لتكون عاصمة لإسرائيل؟. أما وأن الشعب الفلسطيني مرت عليه مؤامرة اَل 48 لم ولن يسمح بتمرير مؤامرة بلفور الثانية تحت إمرة هذا المعتوه. وذلك بدليل الهبه الجماهرية الواسعة والشاملة للشعب الفلسطيني في كل مناطق تواجده, وبالإضافة لكافة التنظيمات الفلسطينية. وقد جرت مظاهرات تأييد للشعب الفلسطيني حتى بداخل امريكا نفسها وفي بلدانٍ اخرى على المستوى العالمي.

هذا اولاً، وهناك المقترح التي تقدمت به مصر لمجلس الأمن الذي يدعو إلى رفض مقترحات ترامب وعدم جواز أي تغيير في وضعية القدس لا ديموغرافياً ولا جغرافياً وأن تكون القدس عاصمة الدولة الفلسطينية العتيدة, وصوتت على هذه المقترحات اربعة عشر دولةٍ من اصل خمسة عشر دولة في مجلس الأمن, الا النشاز الاميركي باستعمال حق النقد "الفيتو". وبهذا الموقف اصبحت امريكا بمواجهة كل العالم ومن الدول المكروهة على مستوى معظم شعوب العالم. وبقى لها من الاصدقاء في هذا العالم, السعودية، إسرائيل والامارات وبالإضافة لجزيرة قرقيزيا التي عدد سكانها لا يتجاوز عشرين الف نسمة على ما اعتقد. ولحقيقة الامر لا يمكن لأي قارئ سياسي ذات ضمير حي الا وان يصف الموقف الاميركي بالموقف الانحيازي العنصري المصاب بالعمى السياسي والانحياز البهيمي الى جانب الاحتلال وانها لم تكن يوماً وسيطاً نزيهاً لفض الخلاف الاسرائيلي الفلسطيني من اوسلو وحتى لحين توقف المفاوضات عام 2014.وهنا لابد من سرد لو بالشيء اليسير عن مواقف المبعوث دينيس روس الذي كلفته الادارة الامريكية للتوسط لدى طرفي النزاع ,على اعتبار ان هذا المبعوث يمثل دولةٍ كبرى وذات نفوذ عالمي على كافة المستويات السياسية والعسكرية وخاصة على اسرائيل نتيجة ترابطهم العضوي, وكان من المأمول من هذا المبعوث ان يبحث بالدرجة الاولى عن تنفيذ القرارات الأممية المتخذة لصالح القضية الفلسطينية وتحقيق حق الشعب الفلسطيني وتخليصه من ويلات الاحتلال وقاذوراته الممتدة على مدار خمسون عام.

إن الاحتلال الإسرائيلي أو كما يجب أن نسميه على الارض الواقع الاستعمار الاسرائيلي وهو التعبير الصحيح الواقع على طبيعة الارض، وهو اليوم اخر استعمار في العالم يجب ان يزول زوالاً مطلقاً دون تلكؤ ولا لفٍ ولا دوران كمان كان يفعل دينيس روس المشبع بالفكر الصهيوني حتى اذنيه.
وإن تلك المفاوضات التي قادتها امريكا بقيادة روس لم تفضِ بأي نتيجة تذكر على صعيد الحل, وان ما وصلت اليه كل المساعي الأمريكية باءت بفشل ذريع وان بحسب كل التقارير الصحافية الغير منحازة والتي لها اطلاع واسع على مجريات النزاع الاسرائيلي الفلسطيني ذكرت ان فشل تلك المساعي الامريكية نتيجة انحياز الموقف الأمريكي الى جانب الاحتلال الاسرائيلي وهذا الذي جعل الشهيد ياسر عرفات يصرح آنذاك انه لو كان يفاوض الجانب الاسرائيلي كان عليه اسهل من ان يفاوض شخصية مثل روس, بحيث كان يحمل فكر جبوتنسكي الذي هو واحد من زعماء الحركة الصهيونية. وأن ترامب لم يكن افضل من روس معتوه امريكا وربما العالم بأسره.

ديرحنا

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net   

مقالات متعلقة