الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 08:02

الموقف الشعبي والرسمي الفلسطيني لم يرتق لمستوى الأحداث!/ بقلم: شاكر فريد حسن

كل العرب
نُشر: 12/01/18 12:35,  حُتلن: 09:48

شاكر فريد حسن:

في الوقت الذي يقوم فيه حزب الليكود بالتصويت بالاجماع على قرار ضم الضفة الغربية الى اسرائيل ، والكنيست تشرع القرارات الأكثر عنصرية في تاريخها، والموافقة على بناء مليون وحدة سكنية جديدة في المستوطنات ، وتقوم بفصل أحياء بكاملها عن القدس بغية تهويدها ، لم نسمع أي موقف فلسطيني جريء

 بات الجميع يدرك أن السلطة غير جادة بتحقيق المصالحة الوطنية الكبرى نتيجة الضغط العربي الرجعي والتهديد الامريكي ، وغير معنية بمواجهة مع الاحتلال

خلال العقد الأخير وتحديدًا بعد الانقسام والتشرذم الفلسطيني ، يلاحظ أن التفاعل مع القضايا الوطنية في الضفة الغربية تقاعلًا باهتًا لم يرق اطلاقًا لمستوى الأحداث. وهذا ما لمسناه بشكل جلي أيضًا بعد القرار الامريكي القاضي بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الاسرائيلي ،فاللافت هو ضعف الرد الرسمي الفلسطيني، والتفاعل الجماهيري الشعبي الفلسطيني ضد هذا القرار المشؤوم المجحف والأحمق ، خلافًا لكل التوقعات بأن تزلزل الأرض وتقوم الدنيا ولا تقعد بعد هذا الاعلان، وربما اننفاضة جديدة ، ولكن الامور تراوح مكانها وهي ضمن دائرة التحكم .

وفي الوقت الذي يقوم فيه حزب الليكود بالتصويت بالاجماع على قرار ضم الضفة الغربية الى اسرائيل ، والكنيست تشرع القرارات الأكثر عنصرية في تاريخها، والموافقة على بناء مليون وحدة سكنية جديدة في المستوطنات ، وتقوم بفصل أحياء بكاملها عن القدس بغية تهويدها ، لم نسمع أي موقف فلسطيني جريء من رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس ، ولا أي تصريح من القيادة الفلسطينية الرسمية بوقف التنسيق الامني وقطع كل الاتصالات مع الجانب الاسرائيلي، وكل ما سمعناه عن السلطة الفلسطينية سوى الذهاب للمحاكم الدولية والانضمام للمظمات الدولية ، بينما على الصعيد الشعبي لم نشهد سوى بعض التحركات والاحتجاجات الفاضبة العفوية وغير المنظمة ، وليس " انتفاضة " نتيجة غياب الحاضنة الرسمية .

لا شك أن الشارع الفلسطيني محبط ولم يعد يثق بقيادته السياسية ولا بالسلطة الوطنية الفلسطينية ، التي تعلن صراحة رفضها " للمواجهة " و" المقاومة " مع الاحتلال ، وتصر على انتهاج الدبلوماسية و" السلمية " في رفضها اجراءات وانتهاكات وجرائم واعتقالات الاحتلال ، وعدم وقف التنسيق الامني رغم ما تقوم به سلطات الاحتلال والمؤسسة الحاكمة ، من قتل وملاحقة للفلسطينيبن، ومصادرة الارض واقتلاع أشجار الزيتون وبناء المستوطنات وحملات الاعتقال التي لم تتوقف اطلاقًا.

وقد بات الجميع يدرك أن السلطة غير جادة بتحقيق المصالحة الوطنية الكبرى نتيجة الضغط العربي الرجعي والتهديد الامريكي ، وغير معنية بمواجهة مع الاحتلال ، وهي تلجأ للمراوغة من خلال التصريحات الاعلامية ، ولا شيء تملكه سوى ابقاء الوضع الحالي على ما هو عليه ، باعتباره أفضل لها وللحالة الفلسطينية التي تمثلها ، خاصة بأنها لا تجد حليفاً عربيًا أو حاضنة عربية في الوقت الراهن.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net   

مقالات متعلقة