الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 10:01

مفاجأة: السعرات الحراريّة ليست سرّ الرشاقة

كل العرب
نُشر: 11/01/18 14:54,  حُتلن: 07:23

تُظهر الدراسات الحديثة أنّ الرياضة وحدها لن تكون كافية، إن لم تترافق مع تغيّرات فعليّة في النظام الغذائي

يسود اعتقاد أنّ حرق السعرات الحراريّة بواسطة الحركة والرياضة، هو الطريقة الأسرع لخسارة الوزن ولتفادي تراكم الدهون. وبالفعل هذه طريقة ناجعة، وستجعلنا نخسر بعض الوزن، ولكن فقط على المدى القصير. فمعظم الحميات القائمة على التقليل من السعرات الحراريّة، مصيرها الفشل في النهاية، بحسب بعض الدراسات العلميّة الحديثة.


صورة توضيحية

وبحسب الطبيب المتخصّص بأمراض الغدد وأستاذ التغذية في جامعة هارفرد، دايفد لودفيغ، فإنّ معدّلات النجاح في علاج السمنة سيّئة جدّاً، بالرغم من كلّ الدراسات العلميّة في المجال، وبالرغم من العلاجات الكثيرة المنتشرة.

وفي كتابه الصادر حديثاً "جوع دائم"، يناقش الطبيب لودفيغ الاعتقادات السائدة عن كون تناول القليل من الطعام، هو المفتاح الحقيقي لخسارة الوزن. يرى لودفيغ أنّه عندما نخفّف استهلاكنا للسعرات الحراريّة، يحاول الجسم أن "يدافع" عن نفسه، بطرق عدّة، أبرزها مضاعفة الاحساس بالجوع. فالجوع شعور بدائي جدّاً، وقويّ جدّاً، ومتجذّر في بنيتنا البيولوجيّة. لذا يمكننا تجاهل الجوع لأيّام أو أسابيع، أو خداعه من خلال شرب الماء، ولكن من الصعب تجاهله لوقت طويل، لأنّ الجسم سيتعامل مع الأمر كخطر كبير، أو كأنّه يواجه "مجاعة" تهدّد حياته.

عند الاحساس بالجوع على المدى الطويل، يخفّض الجسم تلقائيّاً معدّل الأيض، للحفاظ على طاقته، ما يعني أنّه يحرق سعرات حراريّة أقلّ، وبالتالي تصير خسارة الوزن بطيئة وأحياناً مستحيلة. أبعد من ذلك، سيعطي الدماغ أمراً للجسم لتخزين أيّ سعرة حراريّة تصله، وتحويلها إلى دهون، وذلك ما نطمح إلى تفاديه في الأساس. لذلك، وبحسب كتاب لودفيغ، فإنّ الحميات التقليديّة تعمل عكس الجسم، وعكس حاجاته البيولوجيّة البدائيّة.

الطريقة الأمثل لخسارة الوزن
بحسب لودفيغ، فإنّ الحلّ ليس بالكميّة، بل بنوعيّة الطعام الذي يدخل جسمنا. لذلك، ينصح بالبحث عن المصادر الصحيّة للدهون مثل زيت الزيتون، والأجبان، والجوز، واللوز، والشوكولا السوداء. في المقابل، يفضّل الابتعاد عن الأطعمة التي تحفّز الجسم على تخزين الدهون مثل النشويات على أنواعها، خصوصاً رقائق البطاطا، والمعجنات، والحلويات. يمكن الاستعاضة عن كلّ ذلك بأطعمة تعطي الشعور بالشبع، مثل الحبوب، واللحوم، والفاكهة، والـأسماك، وتناولها على الوجبات بكميّات كافية لكي لا نشعر بالجوع خلال النهار.

بحسب مجلّة "تايم"، تُظهر الدراسات الحديثة أنّ الرياضة وحدها لن تكون كافية، إن لم تترافق مع تغيّرات فعليّة في النظام الغذائي. لكن الرياضة تبقى الداعم الحقيقي للجسم لكي يحافظ على لياقته، ونشاطه، وللحصول على صحّة متوازنة لفترة طويلة. 

مقالات متعلقة