الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 15:02

باق في بلدي/ بقلم: يوسف حمدان

كل العرب
نُشر: 06/01/18 08:03,  حُتلن: 08:12

باقٍ في بلدي
فهو الماضي والحاضرُ
وهو غدي..
وسأبقى فيه بروحي
لو عزَّ الوصلُ
على الجَسَدِ..
وسيبقى في قُرَّةِ عيني
حين يُحاصرني
ثلجُ الأصقاعِ البُعُد..
بلدي يسكنُ فيه حبيبٌ
حين أودعه لا يتزحزحُ
عن مَجْلِسه في الروحِ
وفي الكبدِ..
بلدي أجملُ ما زيَّنَ
وجهَ الدنيا..
وهو البهجةُ
في نور النجم المُتَقدِ..
حين أغادرُ
يتبعني سربُ حمامٍ
كي يتغذَّى قمحاً
من كفِّ يدي..
حين أسافرُ يتبعني
وجهُ حبيبٍ مبتسمٍ
ليكَفكِفَ دمعَ حنيني
للأم وللولدِ..
بلدي يومئ لي
بمنارةِ حبٍ لا تخبو
ويظلُّ قريبا مني
قُربَ الجرمق من صفدِ
***
بلدي جناتُ مروجٍ
تعشقُها الشمسُ وتسترخي
بين طنينِ النحلِ
وأجراسِ القطعانْ..
تمرحُ فيها الأنسامُ النشوانةُ
بالعبقِ الفائحِ من أنفاسِ
الفيْجَنِ والريحانْ..
تختالُ بها الأزهارُ الممتدةُ
من أكتافِ السفحِ
إلى أردافِ الشُطآنْ..
بلدي تتألقُ فيه
وجوهُ الأحبابِ،
ملامحها واضحةٌ
لا يمحوها البحرُ
ولا يدنو منها النسيانْ
***
في بلدي، للزيتونِ جذورٌ
تَضرِبُ في أعماق التربهْ..
في بلدي، لي جذرٌ
لا تقطعه أسنانُ الغُربهْ..
وجهُ حبيبي نورٌ
باقٍ في بلدي
وسيبقى يتألَقُ في روحي
حتى لو لاحَ الشيبُ
على رأس الأبدِ.

نيويورك

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net   

مقالات متعلقة