الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 21:01

وطني الحالم يسهر/ يوسف حمدان

كل العرب
نُشر: 29/12/17 08:22,  حُتلن: 14:47

وطني الحالم يسهر
وطني الحالمُ يسهرْ..
في الجوِّ شُحوبٌ
وجناحُ الضوءِ تَكَسَّرْ..
وطني يقضي الليلَ
بلا نومٍ يتدبَّرْ..
أسوارٌ تعلو في وجهِ الريحِ
وسجنُ عصافير البيارةِ يكبُرْ..
آفاقُ السهلِ تلاشتْ
وسياجاتٌ باغيةٌ تتجبرْ..
أجرانُ البرِّ غدتْ
أكفاناً للنحلِ
ولونُ النهر تَغيَّرْ ..
فَرَسُ الأعراسِ
يكَفكِفُ دَمعَتهُ
بين صهيلٍ وصهيلْ..
وطني لا يسمحُ للحُلمِ الغالي
أن يتَبَخَّرْ..
في وطني لا شيءَ مُحالْ..
وطني يكدحُ.. يمرحُ
يمشي منتشياً بأريج الأزهارِ
الممتدة بين سنونو وغزالْ..
وطني يسهرُ
والليل طويلْ..
يعملُ مرفوعَ الهامةِ
بين صباحٍ وأصيلْ..
يبحثُ عن دربٍ في برِّ التيهِ
الواصل بين أصيلٍ ودخيلْ..
يبحثُ عن معنى الزمنِ
المُتَحفِزِ بين خليلٍ وجليلْ..
يهتف: هذا اليوم فضيلْ
فليدرك كل العالمْ:
لا يوجدُ للحقِ بديلْ!
فلتكتبْ كلُّ الأقلامْ
وليعلنْ كلُّ كلامْ:
القدسُ مدينةُ حبٍ وسلامْ!
***
وطني الصابرُ يسكنُ
بين القدسِ وعينِ حبيبي..
وطني عهدٌ لا يُكسَرُ
بالبطشِ أو الترهيبِ..
وطني أكرمُ أوطانِ الدنيا
يفتحُ داراً واسعةً
لقريبٍ وغريبِ..
يتدفقُ في الساحاتِ
كنيلٍ جبَّارٍ لا ينضبْ..
وطني يُشرقُ كالشمسِ
يطولُ الليلُ ولا يُحجَبْ..
في تربتهِ يضربُ جذرُ التاريخِ
ومن شُعلتهِ لمعتْ
أنوارُ النهضةِ في الحِقبِ..
موجاتُ الغزوِ اندحرتْ
واحدةً تلوَ الأخرى
لم تتركْ غيرَ قلاعٍ وصروحٍ
وانتصر العدلُ ونورُ الكُتبِ..
وطني يؤمنُ
بالسلمِ وبالشرعيهْ..
والقدس له لُبُّ المعنى
وهويّهْ..
في وطني الهُدهُدِ
لا يأكلُ في الأسرِ
ويدفعُ كلَّ كنوز الدُنيا
ثمناً للحريةْ.

يوسف حمدان – نيويورك

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net   

مقالات متعلقة