الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 23:01

يسبقني الفجرُ إلى عينيك/ يوسف حمدان

كل العرب
نُشر: 07/12/17 09:35,  حُتلن: 09:37

يسبقني الفجرُ إلى عينيكِ
فتوقدُ عيناك نهاراً في حُلمي..
تستسلم أذني لصياح الديكِ
ولَمَّا استسلمتُ إلى النومِ..
أصُص الوردِ على شُرفةِ بيتكِ
أسقتها قبلَك أمِّي..
ويداها قبلَ يديكِ امتدت
لتبددَ عن نفسي سُحُب الهمِّ.
***
أسمعُ عن بعدٍ صوت أذانْ..
أفرح حين تُجمِّعنا
مائدةُ الإفطارِ صغاراً وكبارْ..
يسحرني السهلُ المتثائبُ
بين البحر الأزرقِ
والجبل الأخضرْ..
يعجبني حضنُ فناء الدارِ
وقد جمَّعنا كي نسهرْ..
يسحرني العبقُ المتصاعدُ
من أزهار النرجسِ في الوديانْ..
يطربني صوت عصافيرَ ملونةٍ
تمرحُ في بستانِ شقائقَ نعمانْ..
وكأني حين يطيرُ الفجر إلى عينيكِ
تصير الساعةُ واحدةً في كل زمانْ..
ويصير مكانُكِ
موقعَ لقيا في أي مكانْ..
وكأني ما كنتُ بتلك الساعةِ
من ليلي الشاردِ
ذاك المغتربَ الرافض للنسيانْ.
***
حين يجيء الفجرُ إلى عينيكِ
ومن عينيكِ إلى ليل المنفىْ..
تزدادُ الأشياءُ وضوحاً
يصبح نهرُ النورِ المتدفقُ أصفى..
كنتُ إذا لاح الوحشُ
المتربصُ في العتمةِ
أدفن رأسي في حِضنكْ..
فتلامسُ وجهي دمعاتٌ
تتساقط من عينيكْ..
في كل حياتي لم أتذوق شيئاً
أشهى من صنع يديكْ..
قد تقذفني االريحُ
إلى أقصى الدنيا
لكني حين تنادي أمّي
سأقولُ بأعلى صوتي:
لبيك!
كل كنوز الدنيا لا تتساوى
مع قطعة أرضٍ
نبعت قدسيتُها من قدميكْ..
بعضُ طيور القدسِ
تهاجرُ حيناً
ثم تعود إليكْ.
يوسف حمدان - نيويورك

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net   


مقالات متعلقة