الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 23:02

تلك النجمة/ بقلم: يوسف حمدان

كل العرب
نُشر: 20/11/17 09:43,  حُتلن: 09:47

تلك النجمةُ تتركُ مملكةً
خالصةً للشمسِ
وتأتي بعد مَغيبِ..
تدنو مني.. وأصادِقُها
وهي تحومُ على أصقاعِ غِيابي..
تهديني ورداً ينبتُ في تربةِ ذاكرتي
وتصوِّر لي وجهَ حبيبي..
تحملُ لي من أرضِ صِبايَ
ضياءً زاهيةً ومشاعلْ..
تلمسُ جرحَ الأشواقِ
وتحملُ منديلاً ورسائلْ..
تلك النجمةُ تعرفني
مذْ كنتُ صبياً أمرحُ
في حِضنِ الحقلِ المتفائلْ..
تذكُرُني في البيارةِ
أشرب ماءً عذباً من فَمِ أنبوبِ..
تذكُرُني أتَسلَّقُ أشجارَ التينِ
وأعشقُ معقودَ الخروبِ..
تذكُرُني إذ هِمتُ بأزهارِ اللَّوزِ
وطرتُ على أجنحةٍ
من عطر الطيبِ..
تلك النجمةُ لا تَنسَى.. وتُخَبِئُ لي
من سحرِ بلادي بعضَ نَصيبي.
***
تلك النجمةُ تحزنُ حين ترى
عصفوراً يُطرَدُ من بُستانْ..
تغسلُ وجهي بدموعٍ ساخنةٍ
حين ترى إنساناً يبني مجداً
مجبولاً بدموع أخيه الإنسانْ..
وأراها تغضبُ حين ترى أمَماً
تُطرد من سِفر التاريخِ
وتُمحى من كل زمانٍ ومكانْ..
نَفَرت تلك النجمةُ حين رأت
مَن تركَ الأرضَ الخصبةَ بوراً
كي يجمعَ مالاً من صُنع الأحزانْ.
***
تلك النجمةُ ما زالت
تتركُ للشمسِ ممالكها
وتجيءُ كعادتها بعدَ غُروبِ..
تهديني أزهاراً زُرِعت في ذاكرتي
وتُصوِّرُ لي وجهَ حبيبي..
تلك النجمةُ تذكُرُني
مذ سرتُ قديماً في أرضٍ
موغلةٍ في القِدمِ..
تذكُرُني حين مشيتُ إلى الفقراءِ
على درب البهجةِ والسِلمِ..
تلك النجمةُ تشهدُ أن النورَ الأولَ
ما زال يُنيرُ دروبي
وتراني اليومَ وما زلتُ أسيرُ
وما زالَ على كَتِفيَّ صليبي.
 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net   

مقالات متعلقة