الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 15:02

هل أصبحنا في زمن الجاهلية!/ بقلم: كايد القصاصي

كل العرب
نُشر: 14/10/17 13:25,  حُتلن: 07:29

كايد القصاصي في مقاله:

علاقة الفرد بالمجتمع يسودها التناقض الكبير حيث نسمع ولا نطبق نتكلم ولا نعمل، النهي عن المنكر والأمر بالمعروف اصبح كلامًا بلا مضمون

ظاهرة العنف في مجتمعنا العربي الفلسطيني ظاهرة مقلقة جدا وخطيرة واصبحت تهدد مجتمع بأكمله وجديرة بالاهتمام

اصبح قانون الغاب يحكمنا حيث غابت الاخلاق والاحترام والالتزام بالدين الذي ينهى عن قتل النفس التي حرم الله قتلها

مجتمعنا العربي يعاني من خلل تربوي ويقع تحت ضغوطات اقتصادية اجتماعية او حتى سياسية وهذا يؤدي لتفشي ظاهرة العنف على مختلف اشكاله

أمسى العنف خبزًا يوميًّا للإنسان فهل هذا العنف جزء من الطبيعة الإنسانية؟ هل هو فطرة كامنة في أصوله او ظاهرة انتشرت كإنتشار النار في الهشيم ،نتألم كثيرا حينما نسمع او نشاهد او نقرأ عن حادثة قتل او شجار حيث انتشرت ظاهرة العنف بشكل كبير في مجتمعنا العربي ويكفي المرء ان يتصفح مواقع التواصل الاجتماعي على اختلاف انواعها دقائق معدودة ليدرك حجم العنف والجريمة وانتشارها بشكل متزايد فالعنف حالة نفسية فالإنسان قد يغضب وهذا الشعور لا يخلو من اي انسان ولكن المشكلة حينما يتحول هذا الغضب لعنف وجرائم يؤدي الى قتل أرواح بريئة إن أية ثقافة تقوم على النرجسية، ورفض الآخر، والانغلاق، والارتداد إلى السلف، القريب أو البعيد، او العائلية او القبلية لن تكون إلا ثقافة للعنف، بين قهر التقاليد، وقهر الأسرة والعشيرة، والقهر الاقتصادي والسياسي، ترزح شخصية الفرد العربي تحت عنف شامل يمنع تفتحها ومجابهتها لحقائق الحياة والوجود. تنتج لدينا ذهنيةٌ متصلِّبة، محدودة الأفق، حتى تكاد ثقافة العنف تبدو جزأً من طبيعة الأمور.

في الواقع أن علاقة الفرد بالمجتمع يسودها التناقض الكبير حيث نسمع ولا نطبق نتكلم ولا نعمل، النهي عن المنكر والأمر بالمعروف اصبح كلامًا بلا مضمون.

إنّ ظاهرة العنف في مجتمعنا العربي الفلسطيني ظاهرة مقلقة جدا وخطيرة واصبحت تهدد مجتمع بأكمله وجديرة بالاهتمام، لان هذه الظاهرة السيئة والمقرفة اصبحت تدق ناقوس الخطر وتتصاعد بشكل كبير وتتغلغل بقوة واصبح السلاح لغة الحوار واصبح الانسان لا يأمن على نفسه ولا على اولاده ولا جاره واقرباءه وابناء شعبه واصبح الامان والامن مفقود والفوضى تسود في كل مكان واصبح القتل كشربة ماء وسفك الدماء شيء طبيعي ومسلم به وكأننا اصبحنا "خير امه اخرجت للشر"، وليس خير امه أخرجت للناس، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر،  واصبح قانون الغاب يحكمنا حيث غابت الاخلاق والاحترام والالتزام بالدين الذي ينهى عن قتل النفس التي حرم الله قتلها. أصبحنا نتشاجر على اسباب تافهه فلا تضبطنا الاديان السماوية ولا الاخوة بالله ولا حتى العادات والتقاليد العربية.

هناك ارقام للضحايا ينهار امامها أي حديث عن قانون واي حديث عن حلول! لقد انهار الاحترام المتبادل والتسامح والترابط الاجتماعي والجيرة واصبحت اليد خفيفة على الزناد واصبحنا مجتمع تصول فيه العصابات والمافيا بشكل كبير دون رادع من الله ومن القانون، والشرطة وترسي قواعدها بقوة والاجهزة الشرطية والامنية عاجزة عن كبح جماح هؤلاء وردعهم ومتقاعصة بهذه القضية ، واصبح السلاح غير المرخص في متناول يد كل انسان حتى الاطفال ويشترى كاي سلعه في السوق،علينا كمجتمع ملقاه ايضا مسؤولية كبيرة في محاربة هذه الظاهرة الخطيرة ولعل هذة الظاهرة ناجمة عن الوضع الاقتصادي المتردي او التعصب العائلي والقبلي، فمجتمعنا العربي يعاني من خلل تربوي ويقع تحت ضغوطات اقتصادية اجتماعية او حتى سياسية وهذا يؤدي لتفشي ظاهرة العنف على مختلف اشكاله،  وسبب في الاحتراب والشجارات والقتل علينا جميعا الوقوف يد واحدة والتحرك السريع في وجه هذه الظاهرة التي تعصف بالمجتمع بل اسميها "مرض خبيث "ينهش في جسم المجتمع ومحاربتها بكل الطرق والوسائل المتاحه قانونيا والدعوة للتسامح والمحبة بين الناس.
اصبحنا اوهن امة، أضعنا مجدًا وصدارة، ندم حسرة وخسارة، حالنا يبكي بمرارة!! 

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net   

مقالات متعلقة