الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 23 / أبريل 19:02

الفرضية الحتمية.. بداية ونهاية/ بقلم: مرعي حيادري

كل العرب
نُشر: 14/09/17 10:49,  حُتلن: 14:39

مرعي حيادري في مقاله:

أصحاب النفس القصير يستسلمون لأمر الواقع المر وتنتهي عندهم مساحات الفكر

ما من شجرة ارتفعت الا ونهايتها بإذنه تعالى تهوي كما يهوي الإنسان إلى الأرض، منبعه الأول والأخير ونهاية كل ذي نفس ذائقة الموت

كذب الذين أدعوا الهيمنة والسيطرة وجعلوا من غيرهم عبيدا يضطهدونهم ويسلبون حريتهم، بالوسائل الاقتصادية والفكرية وما هم إلا خاسرون بداية ونهاية، وما نحن إلا بشرا نسلك وفق خريطة آلهة دنيوية وحياتية لا نساوم عليها، لا بل هي الوسيلة التي لا ندري في شؤون تسيير مركبتها إلا بإذنه تعالى، ومن فعل أو حاول التصنع فيلقى بنفسه في التهلكة من غير علمه، وعليه فنحن بني البشر مجموعة مسيرة وليست مخيرة وفق ما ترتئيه، لابل وفق قواعد اللعبة الحياتية من قبل الله تعالى، ولكل منا وعلى كافة الأصعدة الدنيوية، بـــداية ونـــهاية، لا أحد قادر على تغيير تلك الفرضية التي أضحت حتمية بواقع حق وصدق لا مجال للشك فيه .. وهل لأحدكم مسار وعلم بغير ذلك؟!! فمن كان لديه كذلك، فما هو إلا من (ألآفكين) وهم الذين يصرفون عن الإيمان مع قيام البرهان.

لأول وهلة من يقرأ مقدمة مقالي لاعتقد أن المقال حتما (ديني بحت) وما مقدمتي تلك ألا لأولئك (المبلسون) أي الآيسون من كل خير، ولا يعيرون خالقهم، من قوة عظمتهم المتمثلة ماديا وعسكريا، وهل لأولئك سيكون الخير أم ما يزرون ويحملون عذاب الهون : أي الذل والهوان ولكن ألله تعالى يمهل ولا يهمل؟!!..

أن مأساة الشعوب المضطهدة والمسلوبة في ( فلسطين والعراق والسودان وبعض دول أفريقيا وآسيا وحتى قسم من أوروبا الغربية والشرقية) ما زالت رابضة على صدورها بما يسمى (أمريكا وحاكمها (بوش الصغيرواوباما الاسود)
الذي وعلى ما يبدو هو الشخص ينتمي إلى مجموعة (المترين) الشاكين والمقصود الكفار، الذين يؤثرون أنفسهم على خالقهم، لامتلاكهم عظمة السلاح وألأقتصاد وألأستيلاء على كل خيرات الكرة الأرضية من مشرقها إلى مغربها، وهل لهذا الرجل ألا (ألآساء) : أي بأس وشدة من رب العالمين.

يصول هذا المفتري ويجول في الأرض وينشر الرعب وينأى عن الخير، وما هدفه إلا الفتنة والخلافات بين أبنا الجنس الواحد من البشرية على وجه تلك البسيطة وهل تعتقدون أن ذلك سيكون وسيبقى من الناجحين أم من الخاسرين، أن الذي لا يحكم بالقسط بين أمته وينقل العدوى لأمم أخرى فحتما والله ما مصيره ومصير من يكاتفه ويؤيده ألا الهلاك… لقد عنت شعوب العالم أجمع من سياسات أمريكا وحكامها المتعاقبين ويضمنهم دول طغت وما زالت تطغى وتدوس على حقوق البشرية وألأنسانية ألا وهي(إسرائيل) والتي ما فتئت تحتل وطن الشعب العربي الفلسطيني ؟.. وهل تعتقدون ستهنأ هي ألأخرى بطول العمر المهيمن أم أنهم من كثرة خرصهم سيكونون في الصف من الشاكين والمقصود التائهين عن الحق والحقيقة.

إنّ الدم السائل من أطفال العراق وفلسطين فهو (دما مسفوحا) : سائلا بخلاف غيره كالكبد والطحال، وما عقاب أولئك ألا أن يكونوا من (الصاغرين) أي الذليلين وما نهايتهم مفق (الفرضية الحتمية ) من البداية وحتى نهايتها ألا أن تكون (مذؤمة) أي معيبة وممقوتة، وسيعودون كما خلقهم ربهم بداية، حين (طفقا يخصفان): أي أخذا يلزقان ورقا على أجسادهما ليستترا يهما، حين لم يسمعا لكلام ألله (آدم وحواء) وأراهم إبليس ؟!
وهذا هو مصير الكافرين فلهم من (الرجز): عذاب أليم.
حاولت مرارا وعلى مدار سنوات متعاقبة وصف مسلسل العنف السياسي والعسكري والأجتماعي وحتى الديني الذين يلعبون على أوتاره طائفيا لتمزيق وتقسيم وحدة صف الأمة العربية الواحدة محليا وعالميا، وبالطبع من قبل أمريكا وإسرائيل ومن يدور في فلكهما، وعلى ما يبدو فأن أصحاب النفس القصير يستسلمون لأمر الواقع المر وتنتهي عندهم مساحات الفكر، وتنقلع من على ظهورهم عدادات الزمن، وينأون بتحليلهم وتفكيرهم،

وينسون أن تركيا حكمت في بلادنا أربعمائة عام ؟!.. فحين قالها الكاتب والعالم ألإسرائيلي (البروفيسور ليفوفيتش) في محاضرة جامعية وكان من المطروحة أسماءهم لنيل جائزة إسرائيل، أن إسرائيل عمرها الزمني لا يتعدى المائة عام .. قامت الدنيا ولم تقعد من قبل المتطرفين والعنصرين، وكانت سيرته كما سيرة وطني فلسطيني في نظرهم؟!.
وبالطبع هذا ينطبق على كل دولة جائرة وظالمة وستكون نهايتها (متبرة) : أي هالكة في حين (تنبجس) ضمائر وحناجر المظلومين في هذا العالم الذي لا يريد ألا الحرية والمساواة بين جميع البشر الذين خلقكم الله تعالى وذكر في كتابه العزيز (لا فرق بين عربي على أعجمي إلا بالتقوى).. وعليه أخواتي أخوتي كونوا من الفاعلين على الخير بكل طاقاتكم وجوارحكم وضمائركم فما أنتم بخاسر ون لا بل أن أجركم عند ألله عظيم .

ومن هنا أعاهدكم أخوتي وأخواتي القراء أن الإنسان لا بد وأن يكون عونا لغيرة، وما نحن أن عبرة لمن يعتبر في هذه الرحلة الدنيوية القصيرة والتي تأبى الخداع والنكران للذات وللخالق عز زجل، فقد تم امتحان الجميع في هذه الحياة، ويسر لنا طاقات جمة في حياتنا مع عقل وذهن صاف ووجدنا ألسبل والإمكانيات وحصلنا على ما تشتهيه الشفة واللسان، ولكن أحد يمكنه أن يصنع أنسانا عل شاكلته؟!! أو أن يخلق حيوانا بنفس المواصفات والقدرات الآلهية ؟!! وهل من قادر على شفاء المرضى من (مرض السرطان)؟! وهل من أحد يمكنه خلق أوصنع حشرة لا ترى بالعين المجردة؟! أو شجرة من ألأشجار المتميزة والخلابة الساحرة بثمرها المتنوع والمتعدد؟! والعديد العديد من الحكم التي لا يمكن أن نقدر عليها ألا بأذن الخالق؟!! وهل لديكم شك في ذلك ؟!.

ومن هنا أتوجه وأناشد كل من تخول له نفسه.. دولة أو رئيس دوله، وزيرا، حاكما، أو ملكا، رئيس جمهورية، صاحب أموال أو نفوذ ( لا تكبر فالله أكبر) وما من شجرة ارتفعت الا ونهايتها بإذنه تعالى تهوي كما يهوي الإنسان إلى الأرض، منبعه الأول والأخير ونهاية كل ذي نفس ذائقة الموت، وتلك هي نهاية من يغترون ويفترون في الأرض، والله ولي التوفيق لكم جميعا.

والى القراء الأعزاء أتوجه بخالص شكري وتقديري لكم ولكافة المعقبين والمعقبات

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 

 

مقالات متعلقة