الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 06:01

صدى الصوت.. قصة مميزة للأطفال

كل العرب
نُشر: 09/09/17 18:48,  حُتلن: 07:10

 يُحكى أن أحد الحكماء خرج مع ابنه خارج المدينة ليُعرفه على تضاريس الحياة فى جو نقي . . بعيد عن صخب المدينة وهمومها . . سلك الاثنان وادياً عميقاً تحيط به جبال شاهقة . . وأثناء سيرهما . . تعثر الطفل فى مشيته . .
فسقط على ركبته . . صرخ الطفل على إثرها بصوت مرتفع تعبيراً عن ألمه : آآآآه . . 
فإذا به يسمع من أقصى الوادى من يشاطره الألم بصوت مماثل : آآآآه . . 
نسى الطفل الألم وسارع فى دهشةٍ سائلاً مصدر الصوت : ومن أنت ؟ ؟
فإذا الجواب يرد عليه سؤاله : ومن أنت ؟ ؟


صورة توضيحية

انزعج الطفل من هذا التحدى بالسؤال فرد عليه مؤكداً . . : بل أنا أسألك من أنت ؟ 
ومرة أخرى لا يكون الرد إلا بنفس الجفاء والحدة : بل أنا أسألك من أنت ؟
فقد الطفل صوابه بعد أن استثارته المجابهة فى الخطاب . . فصاح غاضباً : أنت جبان ! !
فهل كان الجزار إلا من جنس العمل . . وبنفس القوة يجىء الرد : أنت جبان ! !
أدرك الصغير عندها أنه بحاجة لأن يتعلم فصلاً جديداً فى الحياة من أبيه الحكيم الذى وقف بجانبه دون أن يتدخل فى المشهد الذى كان من إخراج ابنه . . 
قبل أن يتمادى فى تقاذف الشتائم تملَّك الابن أعصابه وترك المجاللأبيه لإدارة الموقف حتى يتفرغ هو لفهم هذا الدرس . . 
تعامل الأب كعادته بحكمة مع الحدث . . وطلب من ولده أن ينتبه للجواب هذه المرة وصاح فى الوادى : إنى أحترمك ! !
وكان الجواب من جنس العمل أيضاً . . فجاء بنفس نغمة الوقار :إنى أحترمك . . 
عجب الطفل من تغير لهجة المجيب . . ولكن الأب أكمل المساجلة قائلاً : كم أنت رائع !
فكان الرد على تلك العبارة الراقية : كم أنت رائع . . 
ذُهل الطفل مما سمع ولكن لم يفهم سر التحول فى االجواب ولذا صمت بعمق لينتظر تفسيراً من أبيه لهذه التجربة الفيزيائية . . 
علق الحكيم على الواقعة بهذه الحكمة : أى بُنى . . نحن نسمى هذه الظاهرة الطبيعية فى عالم الفيزياء (صدى) . . لكنها فى الواقع هى الحياة بعينها . . إن الحياة لا تعطيك إلا بقدر ما تعطيها . . ولا تحرمك إلا بمقدار ما تحرم نفسك منها . . 
الحياة مرآة أعمالك وصدى أقوالك . . 
إذا أردت أن يحبك أحد فأحب غيرك . . 
وإذا أردت أن يوقرك أحد فوقًِر غيرك . . 
إذا أردت أن يرحمك أحد فارحم غيرك . . 
وإذا أردت أن يسترك أحد فاستر غيرك . . 
إذا أردت أن يساعدوك فساعدهم . . 
وإذا أردت الناس أن يستمعوا إليك ليفهموك فاستمع إليهم أولاً . . 
لا تتوقع من الناس أن يصبروا عليك إلا إذا صبرت عليهم ابتداء . . 
أى بُنى . . هذه سنة الله التى تنطبق على شتًَى مجالات الحياة . . وهذا ناموس الكون الذى تجده فى كافة تضاريس الحياة . . إنه صدى الحياة . . ستجد ما قدمت وستحصد ما زرعت..

 

مقالات متعلقة