الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 18:02

كيف أراها/بقلم: يوسف حمدان

كل العرب
نُشر: 01/09/17 08:58,  حُتلن: 12:13


كيف تَراها عَيْنِي
وهي البصرُ المُتَوقِّدُ
في العينينْ؟
أغمضُ عَيْنيَّ
فتبدو واضحةً
كالبدر المتوهجِ في ليلٍ
حلَّ تباعاً في وطنينْ..
لا أهدم بُعدي عنها
كي لا يهدمَ حُلمي
لكني أفتحُ نافذةً
في سور الغربةِ والأحزانْ..
في البُعد الخصبِ
أقمتُ لها وطناً
بين القُبَّرِ والغزلانْ..
وشربنا الماءَ العذبَ معاً
من نبعينْ..
في البُعد المُشمسِ
شيَّدتُ لها بيتاً
بين صفاء العينِ
وعطر النرجسِ
في الوديانْ..
تَجمَعُنا النزهةُ في بلدٍ
ونقيم معاً
في دارٍ واحدةٍ
في بلدينْ..
**
أذهبُ للبحر وحيداً
أحجزُ في مقهى الشاطئِ
كُرسِيَّينْ
كي نشربَ قهوتنا
ثم نحاولُ أن نقرأَ
أسرارَ غدٍ
في فنجانينْ..
تذهبُ للكرمِ
لتقطفَ فاكهةً
فاراها تقطفُ عُنقودَينْ..
تشخصُ عيني نحو الشرقْ..
فأرى سربَ حمامٍ
وهو يحطُّ أمام البيتِ
فتمشي الزوجةُ والزوجُ معاً
اثنين اثنينْ ..
وأرى قوسَيْ قُزَحٍ
قد رسما ألوانَ السِحرِ
على سفحِ الجبَلينْ..
أسمعها تتكلم أحيانا
فأحس هسيس الأنفاسِ
يُلحِّنُ أنغاماً دافئةً
في الأذنينْ..
أسمعُ تَنهيدَتَها عن بعدٍ
فأعود لأسمع أصداءَ
التنهيدةِ في نغمٍ
يتدفق من صدرينْ..
تدمعُ عيني أحياناً
فأرى دمعي
تذرفهُ عيناها
فيسيلُ على الخدَينْ..
كيف أودِّعُها
ولنا روحٌ واحدةٌ
تسكنُ في جَسدَينْ؟

نيويورك
 

مقالات متعلقة