الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 23:01

لا تسمحوا بالاستفراد بالشيخ رائد صلاح/ بقلم: محمد دراوشة

كل العرب
نُشر: 17/08/17 10:08,  حُتلن: 12:53

 محمد دراوشة:

نتنياهو وليبرمان واخرون في اليمين يريدون تجذير وشرعنة فكرة عدم انتماء أم الفحم والمثلث، والعرب بشكل عام للدولة

المطلوب من الجميع اعادة التفكير خارج المربع القومي، ومربع الاحتياجات اليومية، والبحث عن مواجهة استراتيجية لهذه الأخطار

نتنياهو يريدنا أن نتقوقع في خطاب قومي عنيف، ليسهل ترويجنا كأعداء الدولة، ويسهل عليه بعدها تقديم رموز قيادية للقضاء الملفق كما هو الحال مع الشيخ رائد صلاح

 نتنياهو يستعمله شماعة/علاقة ليظهر لجمهوره الداعم من اليمين المتطرف انه كان وما زال القائد الايديولوجي الاول الذي يستبق الأحداث للمحافظة على الأمن ومحاربة الإرهاب

اعتقال الشيخ رائد صلاح بتهم تحريض وهمية يدل على تصعيد إضافي من جانب حكومة نتنياهو تجاه المواطنين العرب في البلاد، وخاصة مواطني المثلث، وبالتحديد أهالي أم الفحم.

ليس رائد صلاح هو المستهدف شخصياً، وإنما هو يشكل الحلقة الأضعف التي يسهل تسويقها في المجتمع الاسرائيلي. نتنياهو يستعمله شماعة/علاقة ليظهر لجمهوره الداعم من اليمين المتطرف انه كان وما زال القائد الايديولوجي الاول الذي يستبق الأحداث للمحافظة على الأمن ومحاربة الإرهاب. ولذلك يحرف أقوال الشيخ صلاح معنبراً إياها تطرف وتحريض للعنف والارهاب.

اقدر بأن غالبية التهم هي تهم وهمية لن تصمد امام القضاء، اذا تصرف الأخير بمنطق العدل المطلوب منه. ولكننا نعرف ان اجهزة الدولة تمتثِل في العديد من الأحيان لرغبات السياسيين، خاصة اذا كانت هذه الرغبات مدعومة من جهات أمنية معينة.

نتنياهو وليبرمان واخرون في اليمين يريدون تجذير وشرعنة فكرة عدم انتماء أم الفحم والمثلث، والعرب بشكل عام للدولة. هدفهم هو تنفيذ الفكرة التي طرحها البروفيسور ارنون سوفير من جامعة حيفا قبل عشرات السنوات. حينها قال سوفير ان العرب في داخل اسرائيل يشكلون قنبلة ديمغرافية/سكانية تهدد الأغلبية اليهودية في الدولة. واستشهد حينها نسبة التكاثر لدى العرب والتي كانت اكثر من نسبتها بين اليهود. الحل الذي طرحه كان التخلص من بلدات عربية محاذية لحدود الضفة الغربية في إطار اتفاق حل نهائي مع الفلسطينيين. وشملت هذه المناطق المثلث الشمالي والجنوبي، وحورة واللقية في النقب.

في مثل تنفيذ هذا السيناريو ستتخلص اسرائيل من نصف مليون مواطن عربي، واذا تم نقل احياء عربية من شرق القدس، قد يصل العدد الى ٨٠٠،٠٠٠ عربي. عندها سيتقلص حجمنا الديمغرافي/السكاني الى ١٠٪‏ من مواطني الدولة. وعلى البقية المتبقية ستفرض قيود وشروط وضغوطات لدفننا الى الهجرة الطوعية لفلسطين وبذلك تحقيق حلم البعض في اليمين تقليل حجمنا السياسي، وترويض البقية، واقتراب تحقيق حلمهم بدولةٍ نظيفةٍ عرقياً يعيش فيها بعض الغرباء (غوييم) بدون طموح سياسية او قومية او جماعية.

نتنياهو يتحدث دوماً عن استعداده إعطاء المواطنين العرب كامل الحقوق الفردية، وصفر من الحقوق الجماعية. من هنا يأتي دعمه لقانون القومية الهادف الى محو الحق الجماعي المكتسب باعتبار اللغة العربية كلغة رسمية في الدولة، ومنع التفكير بحقوق إضافية لحمايتنا كأقلية قومية.

لذلك على الساسة العرب والمؤسسات القانونية التعامل مع قضية الشيخ رائد صلاح كقضية مصلحة قومية عليا لنا كفلسطينين في البلاد وعدم السماح بالاستفراد به، لان النجاح بذلك سيضع مل العرب في خانة سياسية صعبة مستقبلاً.

ومن هنا تأتي المطالبة من كل الحركات السياسية الفاعلة في مجتمعنا للتصرف بسمؤولية وعدم السقوط في حفرة نتنياهو. نتنياهو يريدنا أن نتقوقع في خطاب قومي عنيف، ليسهل ترويجنا كأعداء الدولة، ويسهل عليه بعدها تقديم رموز قيادية للقضاء الملفق كما هو الحال مع الشيخ رائد صلاح، وربما اخراج حركات سياسية إضافية خارج القانون ودفعنا الى العزوف عن المشاركة السياسية، وبذلك زيادة فرص اليمين في البقاء في سدة الحكم لتنفيذ مآربهم.

اعرف ان جميع حركاتنا السياسية واعية لما كتبت، ولكن اختيار آليات مواجهة هذه المخاطر يجب ان يكون اختيار عقلاني، وليس اندفاع عاطفي. لا اعتقد ان التصعيد من مصلحتنا. الأفضل لنا هو فضح هذه المخططات ومحاولة خلق تحالفات مع جهات عقلانية في المجتمع اليهودي. تحالفنا وتضامننا كعرب في البلاد لن يكون كافياً للنجاح في هذه المهمة. قوتنا السياسية لوحدنا محدودة جداً، وليست كفيلة لحمايتنا من مخططات اليمين.

المطلوب من الجميع اعادة التفكير خارج المربع القومي، ومربع الاحتياجات اليومية، والبحث عن مواجهة استراتيجية لهذه الأخطار.

 

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة