الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 22:02

الأزمة الخليجية.. إعادة تقييم الأدوات/ بقلم: سميح المعايطة

كل العرب
نُشر: 12/08/17 11:58,  حُتلن: 12:21

سميح المعايطة في مقاله:

الملف الخليجي بكل عناصره كان في جزء من الأسابيع الماضية ملفا إقليميا وأحيانا كان ملفا دوليا لكن الدول في الإقليم والعالم

أي أزمة تذهب باتجاه الإطالة شهرا بعد شهر بسبب التعامل الدولي أو مواقف أطرافها تحتاج إلى تغيير في الأدوات والتكتيك، وربما تعديل على الأهداف

اليوم هنالك دول متضررة من استمرار الأزمة، لكن هناك دول أخرى مستفيدة من استمرارها سياسيا واقتصاديا، وهناك دول ليست معنية بما يجري، لكن العلامة الفارقة هي مواقف الدول الكبرى

هي ليست مقاطعة اقتصادية فحسب، لكنها معركة سياسية دبلوماسية، وهي معركه استخدام الأدوات وإغلاق الأبواب أمام الآخر للوصول إلى ما يريد

مع دخول الأزمة الخليجية شهرها الثالث وما حملته هذه الشهور من تفاصيل ومواقف وإصرار قطر على مواقفها وتجاهل كل المطالَب من الدول المقاطعة، وأيضا التعامل الأميركي مع هذا الملف سواء من حيث التصريحات أو الوساطة أو المنافع، ومعها الوساطات الأخرى، فإن هذا الملف يحتاج من أطرافه وبخاصه الدول المقاطعة لقطر إلى مراجعه ووقفه جاده تحدد مسارات المرحلة المقبلة.

الملف الخليجي بكل عناصره كان في جزء من الأسابيع الماضية ملفا إقليميا وأحيانا كان ملفا دوليا لكن الدول في الإقليم والعالم، وتحديدا الدول المعنية بالخليج تجاوزت مرحلة المواقف الأولى، وبدأت تتعامل مع الملف وفق مصالحها مع إبقاء حالة المجاملة السياسية، وربما وصل البعض إلى قناعة بأن هذا الملف ومع كل يوم إضافي يذهب باتجاه التمييع والإطالة المتعمدة، وبالتالي الوصول إلى مرحلة تفكيك الموقف المصري الخليجي تدريجيا مع بقاء الموقف القطري رافضا لشروط ومطالب خصومة.

أي أزمة تذهب باتجاه الإطالة شهرا بعد شهر بسبب التعامل الدولي أو مواقف أطرافها تحتاج إلى تغيير في الأدوات والتكتيك، وربما تعديل على الأهداف. فاستمرار ذات الأدوات وذات اللغة مع التغير في المسار قد لا يوصل الأمور إلى نهايات إيجابية بالنسبة لأطراف الأزمة، وتحديدا الطرف، الذي يسعى إلى إحداث تغيير في مواقف وسياسات الطرف الآخر.

منذ البداية كان واضحا أن قطر تراهن على إطالة أمد الأزمة، وكانت تسعى من خلال تحركها داخل دوائر القرار الأميركي إلى منع تبلور موقف أميركي عملي حازم، وأن تكون التصريحات هي الفعل الأميركي الأكثر حضورا وليس الفعل المباشر.

ولهذا كانت التصريحات الأميركية تحمل ضغطا على قطر وإدانة لسياستها، لكن الفعل الأميركي الحقيقي كان التعامل مع الأزمة باعتبارها شأنا خليجيا داخليا وأن على أطراف الأزمة إنشاء حوار بينهم للوصول إلى حل. وحتى وساطة وزير الخارجية الأميركي وجولته في عدد من دول الخليج لم تكن أكثر من "أداء واجب" وليست فعلا سياسيا فاعلا .

اليوم هنالك دول متضررة من استمرار الأزمة، لكن هناك دول أخرى مستفيدة من استمرارها سياسيا واقتصاديا، وهناك دول ليست معنية بما يجري، لكن العلامة الفارقة هي مواقف الدول الكبرى، التي تنشغل بملفات أخرى، وهذا كله يحقق هدفا قطريا سعت له منذ البداية، هو إطالة أمد الأزمة والعمل على تفكيك وتمييع مواقف الدول، التي تتصدى لسياستها، وتحويل الملف إلى حالة تنتقل من زمن لآخر، ومن مرحله لأخرى دون أن تصل الأمور إلى نهاية واضحة، وهذا في منطق قطر انتصار أو عدم استجابة لمطالب الدول المقاطعة.

هي ليست مقاطعة اقتصادية فحسب، لكنها معركة سياسية دبلوماسية، وهي معركه استخدام الأدوات وإغلاق الأبواب أمام الآخر للوصول إلى ما يريد، ولهذا فإن أول الخطوات مع تعاقب الأسابيع إعادة تقييم الأدوات والمسارات، فاستمرار الأمور كما هي هدف للبعض وغاية لتحقيق الأهداف. 

* نقلا عن سكاي نيوز العربية -  لندن  

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net   

مقالات متعلقة