الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 18:02

صيف مغترب/ بقلم: يوسف حمدان

كل العرب
نُشر: 17/07/17 18:13,  حُتلن: 07:34

يا صيفُ
ألم تشبعْ من رشقي
بزغاريد المطرِ؟
اليومُ المشمسُ
يبدأ في الجوِّ ويمتدُ إليَّ
ليوقظ أجراس البهجةِ
في صدري..
يهديني الطيرُ جناحاً
فأطيرُ من الجبلِ الأخضرَ
حتى أعراس البحرِ..
وأحلِّق فوق مروج الساحل
والقصب المتشابك
حول شطوط النهرِ.
**
السُحبُ السوداءُ
تتوِّجُ ليل الغربةِ
في عَقْر نهاري
فيُحَجِّبُ وجه البدرِ
ويطفىءُ نور الفجرِ..
سُحب الغربةِ
تكسرُ أجنحتي
تحبسني تحت سقوفٍ
وتغرِّبني في بيتي..
تحرمني من تهذيب
زهور الأحواضِ
وتجلدني بسياط الضجرِ..
كن صيفاً
يا صيفُ
وعاملني كبني البشرِ!
**
في وطني يأتي الصيفُ
كصيفٍ
ويجيء شتاءُ بلادي
كشتاءْ..
في صيف الغربةِ
تختلطُ الأشياءْ..
يأتي في سلَّةِ يومٍ واحدْ:
حرٌ.. مطرٌ.. شمسٌ..
سُحُبٌ.. هباتُ نسيمٍ خائفةٌ
ورياحٌ شعواءْ..
أحياناً يأتي إعصارٌ
يحمل في جعبته فيضاناتٍ
ورياحاً عاتيةً
فيحطمُ أشجاراً ومنازلَ
ثم يوزعها أشلاءً
في كل الأرجاءْ..
لا تذهبْ للشاطئ إلا بعد
متابعة النشرات الجوِّيهْ
كي لا تبتلَّ بماء سماءٍ
ممزوج بمياهٍ بحريَّهْ..
في وطني تلتزم الأمطارُ
بموعدها
وتجيء كخيرات سماءْ.
**
ماذا يفعل مشتاقٌ
حين يحِنُّ إلى شمسٍ
ترخي زهو جدائلها الذهبيةِ
فوق رياض القدسِ
ماذا يفعل مغتربٌ في بلدٍ
يتضور تحت جنون الطقسِ..
ماذا تفعلُ
يا ابن بلاد الشمسِ..
هل تبقى مُنزرعاً
في إسمنت المدنِ..
أم سيشدُّك عبَّادُ الشمسِ
إلى أرض الوطنِ؟

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة