الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 22:01

إنسان في طن.. بقلم: يوسف حمدان - نيويورك

كل العرب
نُشر: 12/07/17 22:54

حين تضمُّكَ أحضانُ البيارهْ..

هل تبصرُ عيناك اسمَكَ منقوشاً
في عظمِ جذوعِ الأشجارْ؟
هل أخبرتُك ذات نهارْ
أنك تجري في أوردتي
كالماء المتدفق في الأنهارْ؟
هل قالت لكَ
كل عصافير حدائقنا
ومزارعنا
أنك أجملُ من نرجسة الوادي
وبأنك أنت النجمُ الأجملُ
في مملكة الأزهارْ؟
هل قالت لكَ
أشجارُ الصفصافِ
المختالةِ قرب الدارْ
أنك تبقى في بؤبؤ عيني
حين تُغيَّبني الأسفارْ؟
هل أخبرَك الشفقُ الأحمرُ
أنك بعد غياب الشمسِ
ستصبحُ أنت محط الأنظار؟
**
حين تسافرُ في أصقاع الدنيا
ستراقبُ خطواتَك عيني
من صاري الزورقِ
أو من شباك قطارْ..
حين تعودُ
إلى الوطن المشتاقِ
وأن لم ترني..
سأكون على مائدة الإفطارْ
حين تخاطبُ أقرانكَ
في سهرات الأهلِ
سأسمعُ صوتاً أعذبَ
من ألحان القيثارْ
حين تسيرُ على أرصفةِ الشارعْ..
سأراقبُ مشيتَك الأخَّاذةَ
من كل زقاقٍ وجدارْ..
حين يحلِّقُ سربُ غماماتٍ
داكنةٍ في الجوِّ
سأفرشُ أضلاعي
لأقيكَ من الأمطارْ.
**
لا أدركُ أسرارَ القوةِ
فيكَ
ولكني أدركُ أنكَ
واحةُ سلمٍ وأمانْ..
أنت الإنسانُ الساكنُ
في وطنٍ
والوطنُ الساكنُ
في إنسانْ..
لا أدري كيفَ
ولكنْ
حين أرى وجهكَ
أبصرُ في البيارةِ
سطرَ التينِ
يناجي سطرَ الرمّانْ
وأرى سربَ حمامٍ يهدلُ
منتشياً بأريج الرَّيْحانْ.

مقالات متعلقة