الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 16 / أبريل 04:01

أسمعُ صوتاً/بقلم: يوسف حمدان

كل العرب
نُشر: 13/06/17 13:01,  حُتلن: 07:27

يأتي من خلف بحور وجبالْ
يحمل لي رائحة النعناعِ
وخفةَ حسونٍ
يتطاير بين الأغصانْ
أسمع صوتاً يسألني
كيف غدا الوصلُ حراماً
والبعدُ حلالْ؟
أسمع صوتاً
يأتي من أعماق الشرقْ
يسألني:
هل يوجد في هذا العالمَ
قاضٍ يُعلي شأن الحقْ؟
قلت بلى.. لكنْ
كل الأشياء لها وجهانْ
يوجد قانون للحربِ
وإعلانٌ لحقوق الإنسانْ..
يوجد من يحكم بالعدلِ
ومن يجنحُ للطغيانْ..
الشعب له صوتٌ أحياناً
والمالُ له صوتانْ..
هل يوجد في الدنيا
من يجهلُ أن الرفعةَ للوحدةِ
في كل زمانٍ ومكانْ..
فلماذا.. والدنيا مشوارُ كفاحٍ
يتخاصم في ظل القهر شريكانْ..
ولماذا لا تتوحدُ
كل أيادي المظلومينَ
لدحر البؤس وإعلاء البنيانْ
ولكي يبقى الثعلبُ
خلف جدار الصَّبارِ
ويبقى الهدهدُ في البستانْ؟
**
من خلف الدورِ البيضاءَ
وأحجارِ المرمرْ
أسمعُ صوتاً يتحسَّرْ:
ليتكَ كنتَ معي
فاليوم عملنا أقراص الزعترْ..
قلتُ وقلبي يتفطرْ:
تكفيني الصورةُ هذا العامَ
وفي العام القادم لن أتأخَّرْ..
حسبي في هذا اليوم بأن أتذوقَ
في صوتكِ طعمَ السكرْ..
حسبي أن أشتمَّ بصوتك
عطر العنبرْ..
حين يجيءُ ربيعُ بلادي
سأجيءُ إلى داركِ
كي نُحيي عرساً للقاء الأحبابْ..
سأجيءُ لكي ننثر في كل فضاءٍ
أفراح الزعتر..
ولنقطف من دالية الدارِ
العنب الأخضرْ.
**
قولي للنزهةِ والمنشيةِ
والعجمي أنِّي قادمْ..
قولي لشوارع يافا
ولشاطئها الحالمْ
أن مفاتنها الأصليةَ
أشهى من وجبةِ صائم..
قولي للبحر الأزرقْ
إنَّكَ أولُ من علمني
أن أعشقْ..
ما أجملَ حلمي الأولَ
ما أجمل أن يتحققْ..
أبصرُ في صوتك نوراً
يأتي من خلف ظلامٍ مطبقْ
وأرى في صوتك
جدول ماءٍ يترقرقْ..
سأعود إليكِ
أنا الظمآنُ الأبديُّ
وأنتِ الماءُ المطلقْ.

نيويورك

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 


مقالات متعلقة