الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 11:02

سياسات إيرانية وليست صراع مذاهب/ بقلم: سميح المعايطة

كل العرب
نُشر: 27/05/17 12:18,  حُتلن: 12:31

سميح المعايطة في مقاله:

 ما يجري خلال الفترات والمراحل الأخيرة هو التدخل الإيراني في الشؤون العربية وعمل إيران على امتلاك نفوذ وحضور وسلطة داخل الدول العربية

إيران هي التي تريد أن تكون حركتها داخل العالم العربي باعتبارها مظلة الشيعة العرب ودولتهم ومرجعيتهم اعتمادا على القضية المذهبية وما يسمى ولاية الفقيه 

جزء من مواجهة التدخلات الإيرانية أن يتم تقديمها على أنها سياسة لدولة إيران وليست صراعا بين السنة والشيعة

أحد أهم التوصيفات السياسية للعلاقة الإيرانية العربية وما فيها من شد وجذب وموقف عربي رافض للتدخل الإيراني في شؤون دول عربية عديدة هو ذلك الوصف الذي وصف ما يجري بأنه ليس صراعا مذهبيا وطائفيا داخل الأمة الإسلامية بين سنة وشيعة، بل هو خلاف على السياسات الإيرانية في الإقليم .
فالسنة والشيعة موجودون في العالم العربي منذ عقود بل قرون، ولم يكن الشيعة يوما في صراع دموي مع السنة من إخوانهم العرب، وكانوا جزءا من الدولة أو الدول العربية الإسلامية.

لكن ما يجري خلال الفترات والمراحل الأخيرة هو التدخل الإيراني في الشؤون العربية وعمل إيران على امتلاك نفوذ وحضور وسلطة داخل الدول العربية، تقوم بهذا اعتمادا على أدوات وأسلحة عديدة منها استغلال المذهبية وتجنيد فئات من الشيعة العرب من خلال بناء ميليشيات لهم داخل أوطانهم، أو تحويلهم إلى أتباع للدولة الإيرانية على حساب مواطنتهم وانتمائهم لبلدانهم ومجتمعاتهم.

إيران هي التي تريد أن تكون حركتها داخل العالم العربي باعتبارها مظلة الشيعة العرب ودولتهم ومرجعيتهم اعتمادا على القضية المذهبية وما يسمى ولاية الفقيه .

إيران تدرك أن محاولتها الدخول الى العالم العربي دون استغلال القضية المذهبية ستجعلها تظهر كمشروع قومي فارسي، لكنها باستغلالها الملف المذهبي تقدم نفسها مشروعا إسلاميا تتبعه فئات من الشيعة العرب الذين يخضعون بالولاء لإيران وتقوم هي بالإنفاق عليهم وتمويل تسليحهم وحركتهم وتوجيههم .

وجزء من مواجهة التدخلات الإيرانية أن يتم تقديمها على أنها سياسة لدولة إيران وليست صراعا بين السنة والشيعة. فهذا الأمر يضعف المنطق والأدوات الإيرانية ويجردها من الغطاء المذهبي الذي تريده للتغطية على مشروعها القومي الإيراني الفارسي الذي يستخدم الشيعة العرب مثلما يحاول استغلال القضية الفلسطينية. 


نقلًا عن سكاي نيوز العربية

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net     

مقالات متعلقة