الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 04:02

في بيتنا حالة طوارئ، إنها فترة إمتحانات/ جميلة شحادة

كل العرب
نُشر: 24/05/17 08:30,  حُتلن: 08:32

جميلة شحادة:

بالنسبة للأهل، فعليهم توفير الهدوء والجو الملائم للدراسة، تعزيز وتشجيع أبنائهم، وتقديم الدعم الكافي لهم

لو كان الأمر بيدي وحدي، لاستبدلتُ الامتحانات، كأداة تقييم للطالب، بأدوات ووسائل أخرى، لا يتسع المجال لذكرها هنا

القلق من الامتحانات هو أمر طبيعي، لا داعٍ للخوف منه مطلقاً إذا كان في ضمن الحدود الطبيعية، إذ بموجبه يقوم الطالب بالاستثمار في الدراسة والمذاكرة وزيادة قوة الدافعية للتحصيـــل والإنجاز

أواجه في إطار عملي في التربية والتعليم، كثيرا من الطلاب الذين يتمتعون بقدرات ذهنية عالية، وطاقات هائلة تمكنهم من التفوق وتحصيل نتائج جيدة جدا. إلا أنه وللأسف، هؤلاء الطلاب لا يحرزون نتائج جيدة في الامتحانات. والحديث هنا عن طلاب عاديون ولا يعانون من صعوبات تعلم، كما أنهم من خلفية اجتماعية واقتصادية جيدة. إذن، قد يظن البعض منكم أن المشكلة تكمن في الامتحانات، مبناها، درجة صعوبتها أو عدم الدراسة لها. لكنَّ الحقيقة غير ذلك، والدليل أن هؤلاء الطلبة يجيبون عن أسئلة الامتحانات ذاتها، فيما لو أُعطيت لهم في سياق الحصص العادية، وعندما لا تكون سياط التقييم (التقويم) مُسلَّطة فوق رقابهم. من هنا يُستنتج، أن السبب في فشل هذه الفئة من الطلاب، هو القلق من الامتحانات الذي يعرقل لديهم عملية التفكير والتذكر وقت الامتحان، وبالتالي يؤدي الى فشلهم.
مثل هذه الفئة من الطلاب تُعرّف بأن لديها خوف، أو قلق من الامتحانات.

لو كان الأمر بيدي وحدي، لاستبدلتُ الامتحانات، كأداة تقييم للطالب، بأدوات ووسائل أخرى، لا يتسع المجال لذكرها هنا. وللحق، يجب التنويه بأنه في السنوات الأخيرة أصبحتْ المدارس تنتهج بالإضافة للامتحان كأداة لتقييم الطالب، أدوات أخرى، لكنْ تبقى المشكلة، في الامتحانات الخارجية كالمتساف (امتحان النجاعة والنماء)، البجروت (امتحان الثانوية العامة)، امتحان البسيخومتري ( امتحان القياس النفسي) وغيرها.
القلق من الامتحانات هو أمر طبيعي، لا داعٍ للخوف منه مطلقاً إذا كان في ضمن الحدود الطبيعية، إذ بموجبه يقوم الطالب بالاستثمار في الدراسة والمذاكرة وزيادة قوة الدافعية للتحصيـــل والإنجاز، وبذل الجهد والنشاط ليلبي حاجته في النجـاح والتفوق وإثبات الذات وتحقيق الطموحات. أما أذا تعدى القلق الحدود الطبيعية، يصبح عندها مشكلة وجب معالجتها وإيجاد الحل لها.
"ظاهرة الخوف من الامتحانات أو "قلق الامتحان"، هو حالة نفسية انفعالية قد يمر بها الطالب، بحيث تصاحبها ردود فعل نفسية وجسمية غير معتادة نتيجة لتوقعه للفشل في الامتحان أو سوء الأداء فيه، أو للخوف من الرسوب ومن ردود فعل الأهل، أو لضعف ثقة الطالب بنفسه، ولرغبته في التفوق على الآخرين، أو ربما لمعوقات صحية لديه." ( روبينوف، 1998, ص، 193- 194).
وبما أن الطلاب، بجميع المراحل التعليمية، مقبلون هذه الأيام على فترة امتحانات، فمن المهم التطرق الى كيفية التعامل مع "قلق الامتحانات"، وليس الخوض والتوسع بأسبابه، وهذا من منطلق أن ذلك سيساعدهم وذويهم في اجتياز فترة الامتحانات بأقل قلق ممكن، دون اعتبار هذه الفترة حالة طوارئ في بيوتنا.
من الأمور التي تساعد في تقليل القلق من الامتحانات، هي إدارة الوقت بشكل جيد، بحيث يتوجب على الطالب أن يقسم وقته قبل الامتحان ما بين الاستعداد الجيد للامتحان وبين ممارسة العادات الصحية. فمهم جدا أن يكون الطالب دارسا وجاهزا للامتحان بعد أن يوضع خطّة مناسبة لمراجعة المواد (عليه أن لا يؤجل الدراسة الى ليلة الامتحان فقط) ولكن مهم كذلك، أن يمارس الرياضة التي تساعده على شحن الذهن قبل الامتحان، أخذ قسط كافٍ من النوم قبل يوم الامتحان، تناول الغذاء الصحي (الإكثار من شرب الماء وتناول الخضار والفواكه ) وعدم الذهاب إلى الامتحان بمعدة خاوية، بل ويفضل أن يأخذ الطالب معه قطعة من الحلوى وما شابه الى الامتحان لتُساعده على نسيان القلق.

أما خلال الامتحان فعلى الطالب أن يتبع الأمور التالية:
1. أن يقرأ الأسئلة والتعليمات بدقة.
2. أن يكون مرتاحا بجلسته ( مقعد وكرسي ملائمان لحجمه ).
3. إذا واجه سؤالا صعباً، عليه الانتقال الى سؤال آخر ولا يستنفذ وقتا طويلا لسؤال واحد فقط.
4. على الطالب أن لا يقلق عندما يرى الطلاب الآخرين بدأوا بتسليم أوراقهم قبله.
5. كذلك يتوجب على الطالب الذي يعاني من القلق من الامتحانات، أن يتوجه لمدرسيه أو للمستشار التربوي في المدرسة، وإخبارهم بذلك حتى يساعدوه كيف يتعامل مع قلقه من الامتحانات.
أما بالنسبة للأهل، فعليهم توفير الهدوء والجو الملائم للدراسة، تعزيز وتشجيع أبنائهم، وتقديم الدعم الكافي لهم، وإخبارهم بأنهم يحبونهم ويفخرون بهم بغض النظر عن نتائجهم في الامتحانات.

الكاتبة مربية واختصاصية تربوية من الناصرة

مقالات متعلقة