الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 00:02

امنحني مشوارا آخر/ يوسف حمدان

كل العرب
نُشر: 28/04/17 08:08,  حُتلن: 08:09

امنحني مشوارا آخر
حمداً لكَ رباهُ
على ما أنعمتَ عَلَيَّا..
فبفضلك عشتُ طويلاً
وعميقاً وعَلِيّا..
حين نظرتُ إلى أرجاء المعمورةِ
شاهدتُ صغاراً أنفسهم تزهقْ
وأنا ما زلتُ عليها حياً أرزقْ..
لا أطلب قبل رحيلي
إلا مشواراً آخرْ..
لا أرغبُ في أن أتباهى
أو أن أتفاخرْ..
سبحانك يا رباهُ
فأنت الأول والآخِرْ
أنت وهبتَ حياتي نِعَماً
يتمناها من ظَلَّ مقيماً
في الوطن الأول
أو من هاجرْ..
وأنا لا أطلبُ أكثرَ
من مشوار ربيعٍ آخرْ..
أنا لست بطمّاعٍ
والأرضُ المعطاءةُ لم يبق بها
ما يجعلني أطلبُ أكثرْ.
**
اغفرْ لي ذنبي رباهُ
فلا يملكُ علمَ الغيب سواكْ
وأنا لا أعرفُ هل تأتي الساعةُ
في عامٍ أو أعوامْ..
لا أنظر في الفنجانِ
ولا أنشدُ تفسيرَ الأحلامْ..
وأنا صلبٌ كالمعدن أو أصلبْ
لكني في بُعدي عن دار حبيبي
أحدسُ في سيري، أتحسَّبْ..
في هذا العام حُرمت من المشي
على أرضي الأولى..
حين يجيء ربيعٌ أخرُ.. إن شئتَ..
سأسقي من عَرَقي وجه ترابي..
سأعودُ إلى أول منزلْ..
وسيغسلُ كلَ ضباب الغربةِ
نورٌ يتألقُ في وجه حبيبي..
وستغسلُ وجهي أضواءٌ
تتلألأُ في قمم الكرملْ..
سأشاهد من قمم القدسْ..
أجمل بيتٍ
مغتسلاً بشعاع الشمسْ..
سيعمُّ النورُ الوطنَ الأكبرْ
حين يعودُ إلى منزلهِ كلُّ مُهَجَّر..
أنا لا أنظرُ في المندل والمجهرْ
لكني أعرف أن ربيعَ بلادي
آتٍ.. آتٍ..
حين تدق الساعةُ لن يتأخرْ.

نيويورك

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net


مقالات متعلقة