الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 23 / أبريل 08:01

حين أحاول أن أحجب وجهك/ يوسف حمدان

كل العرب
نُشر: 21/04/17 08:31,  حُتلن: 08:32

حين أحاولُ أن أحجبَ وجهكَ
خلف ظلال النسيانْ..
لا أقصد أن أنساكْ
أطمح أن تتساءل عن صمتي..
أن تنبت في حقل غيابي
زهرةُ شكواكْ..
أطمح أن تسأل عني من يعرفني
هل شاهدني أتنفس غير هواك..
هل شاهدني مع إنسانٍ آخرَ
يمشي في زيِّ ملاكْ..
أرجو ألا يأتيك من الغير جوابْ
فتجيء إلى حارتنا
وتمر أمام البابْ..
فأرى وجهك من خلف الشباكْ
وأرى في عينيك ظلال عتابْ
قلت لنفسي: كيف سأنساك؟
فأنا ذاكرتي صورٌ
لا يبقى منها
إلا ما رسمت عيناكْ.
**
نحن اثنان نبتنا وترعرعنا
في نفس التربةْ
ولنا جذرٌ وفروعٌ متشابكةٌ
تجمعنا في البيارة والغربةْ
نحن لعبنا في الملعب ذاتهْ
وتسلقنا نفس الأشجارْ..
أنشانا أطيبُ عطرٍ
من أجمل أزهارْ..
استنشقنا نفس الأنسامِ
ولوَّن بشرتنا حرُّ الصيفْ
وأكلنا من نفس التينةِ
والتوتةِ والصبارْ..
قد فاتك عهد النورجِ
والبيدرْ..
لكنك تعرف أصناف الزيتونِ
وأسرار الزعترْ..
من نهر العوجا
طردوا الأسماكْ
لكني لن أنساكْ
فأنا ذاكرتي صورٌ
لا يمحى فيها
ما رسمت عيناكْ.
**
لم تحزن حين صمتُ
فقد جاءتك مبللةً
بالدمع الكلماتْ
لم أحزن حين صمتَ
وقد جاءتني منك الآهات..
شاهدتُكَ تقرأ خطواتي
بين سطور الأرض المزروعةْ..
تتلمس ذرات ترابي
كي يتسرب دفء يديكَ
إلى أحلامي الممنوعةْ..
شاهدتُ سماء بلادي
تدنو من هامتك المرفوعةْ..
شاهدتك تمشي في طرقاتي
كدمٍ يسري
في كل شرايين حياتي..
وتزور مقابرَ يرقد فيها
أمواتي/موتاكْ..
لا.. لن أنساكْ
فأنا ذاكرتي صورٌ متحركةٌ
لن يمحى فيها
ما رسمت عيناكْ.

يوسف حمدان – نيويورك
21/4/2017

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

 

مقالات متعلقة