الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 01:02

سيمر العام بدون ربيع/ بقلم: يوسف حمدان

كل العرب
نُشر: 10/04/17 17:08,  حُتلن: 13:47

كيف توفّق يا ابن بلادي
بين زمانٍ منسلخٍ من جلد مكانْ
ومكانٍ مقطوعٍ من جذع زمانْ
بقيَ العاشقُ ينبضُ حباً
حتى حين تفرَّق اثنانْ..
سيمرُ العامُ بدون ربيعْ..
قد يتساقطُ
بعد وصول الفصل صقيعْ
في بلدي الثاني
يأتي في العام خريفانْ..
سيجيئ ربيع بلادي
في موعدهِ..
قد يبحث عني
بين زهور اللّوزِ
ونوّار الرمّانْ..
قد يبحث عني
في حقل شقائق نعمانْ..
قد يتوقعُ أن يلقاني
في سهرات الأهل سعيداً..
قد يسمعني
أتذكَّرُ أياماً وحكاياتٍ
لا يطويها النسيانْ..
ويراني أتأمل وجهَ عزيزٍ
بعيونٍ ينضحُ منها سيلُ حنانْ..
حين يجيءُ ربيع بلادي
في هذا العامْ
سأكونُ بعيداً عن بلدي
حتى لو كان مقيماً
في أجملِ أحلامْ..
حين يجيء الفصلُ الأجملُ
بين فصول بلادي
سأكون بعيدا
عن جنة ميلادي.
**
في بلدي الثاني أشجارٌ لا أعرفها
وشتاءٌ قاسٍ وطويلْ
قد يتشارك في سقف سماءٍ واحدةٍ
شمسٌ وغمامْ
في اليوم المشمس قد يأتي مطرٌ
ليشتت عرسَ حمامْ
فيه ثلوجٌ عاليةٌ وأعاصيرْ..
في بلدي المُتَبنَّى
لا ينبتُ تينٌ ونخيلْ
أتساءلُ:
كيف يعيش النحلُ بلا أزهارْ؟
كيف يغني البلبلُ
حين تُغيرُ الأمطارْ..
في موسم أفراح الطيرِ
تُرى كيف ستنجو من مطرٍ
أعشاشُ القُبَّر والشِنّار؟
حين أنامُ أقول لنيسانِ بلادي:
يا أجمل شهرٍ في أجمل فصلْ
كم أنت سخيٌّ
وبهيٌّ وجميلْ!
وأقول لوجه محيطٍ قاسٍ
يبعدني عن وجه حبيبي:
كم أنت عصيٌّ
ورهيبٌ وبخيلْ!
لي خلفَ الأمواجِ مرامٌ
يهفو القلبُ إليه
بدون منارٍ ودليلْ.

نيويورك 10/4/2017

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net


مقالات متعلقة