الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 11:01

ضعف صلاحيات المعلم ينمي العنف بين طلابنا/ د.صالح نجيدات

كل العرب
نُشر: 29/03/17 08:03,  حُتلن: 14:07

د.صالح نجيدات:

 يجب التفكير باستبدال الحارس بشرطي أو أكثر من شرطي واحد للردع

حدث بلا حرج بالنسبة لاعتداء طلاب على بعضهم البعض داخل فناء المدرسة أو خارجها

هنالك دور رئيسي ومهم للمدرسة في الوقاية من العنف وتقديم نماذج القدوة الحسنه لطلابها كما عليها اتباع اسلوب الحزم ضد كل طالب عنيف، وعدم التسامح معه

في الفترة الاخيرة تطورت عدة شجارات داخل بعض مدارسنا الثانوية استدعت تدخل الشرطة، كذلك اعتداءات من قبل طلاب وأهاليهم على معلمين وسببوا لهم أضرارا جسدية، هذه التصرفات ما كانت لتحدث لولا وجود خلل ما في منظومة قيمنا وأخلاقنا، وحدث بلا حرج بالنسبة لاعتداء طلاب على بعضهم البعض داخل فناء المدرسة أو خارجها، وبدل أن تكون المدرسة صرحا تعليميا، أصبحت المسرح لاستعمال العنف، فانتشار العنف في المدارس ظاهرة موجودة في مدارس كثيرة، ولكن هناك تفاوت بين مدرسة وأخرى، فهل أصبحت مدارسنا مصدرا للعنف؟

العنف سلوك مكتسب ومتعلم من البيئة التي يعيش بها الطالب، ولذلك تعتبر العائلة هي المسؤولة الاولى عن وقاية الابناء من ظاهرة العنف، ولذلك عليها تربية الابناء على نبذ العنف والتعصب، واحترام الغير وملئ فراغهم بما هو ايجابي ونافع، وتقوية السلوك الايجابي وتقبل الآخر كما هو، وتوعيه الابناء من خطر العنف ومضاعفاته وتعليمهم على حل مشاكلهم بالحوار الايجابي لا بالقوة التي تعقد الامور وتزيد الطين بلة. كما أن هنالك دورا رئيسيا ومهما للمدرسة في الوقاية من العنف وتقديم نماذج القدوة الحسنة لطلابها كما عليها اتباع اسلوب الحزم ضد كل طالب عنيف، وعدم التسامح معه.

هذه التصرفات تؤكد انعدام الأمن في مدارسنا ونتيجة كثرة الاعتداءات التي تتعرض لها مدارسنا، يجب التفكير باستبدال الحارس بشرطي أو أكثر من شرطي واحد للردع، ففي الماضي كان سياج مدارسنا قيمنا وأخلاقنا وعاداتنا الأصيلة، ولم يكن حارس يحرسها ولم تغلق أبوابها، والكل حافظ عليها واعتبرها مقدسة كدور العبادة، وأما اليوم من يريد أن يعتدي على معلم أو معلمة فلا يوجد من يردع كل من تسول له نفسه الاعتداء على المعلمين، لان هذه التصرفات تشير الى التغيير في قيمنا وأخلاقنا. العنف في المدارس هو انعكاس لما يحصل في مجتمعنا من عنف وقتل وانفلات، وهذا العنف في المدارس يدق ناقوس الخطر، ويضيء الضوء الأحمر أمام الجميع، فطلاب اليوم هم رجال المستقبل، فاذا اليوم وهم في المدرسة يتصرفون هكذا، ويستعملون العنف في حل مشاكلهم ، كيف سيتصرفون ضد بعضهم البعض عندما يكبروا ويصبحوا رجالا؟!.. يجب علينا البحث عن الاسباب التي أدت الى هذا الخلل والانحدار السلبي وكيف نواجهه والا ستصبح مدارسنا ساحات للصراع وليست مكانا للتعليم.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

 

مقالات متعلقة