الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 22:01

د. عامر دهامشة يصدر كتابًا جديدًا بالعبرية يبحث معاني اسماء الأماكن العربية

كل العرب
نُشر: 24/03/17 19:08,  حُتلن: 20:37


صدر حديثًا باللّغة العبريّة كتاب للدّكتور عامر دهامشة بعنوان "מקום לדור בו ושֵם לו: קריאה ספרותית ותרבותית בשמות הערביים של הארץ". يبحث الكتاب معاني أسماء الأماكن العربيّة، والعوامل الّتي أدّت إلى تكوينها كما تتَجلّى في الذّاكرة الجماعيّة والرّواية المكانيّة المرويّة على لسانِ عرب الـــ 48/ المجتمع العربيّ في إسرائيل.



عن الكتاب
يبحث الكتابُ في أسماء البلدات والقرى العربيّة في البلاد من ناحية، وأسماء المعالم الطّبيعيّة كالجبال، التّلال، الوديان والطّرقات من ناحية أخرى، سابرًا غور المعنى الثّقافيّ، التّربويّ والأيديولوجيّ، الذي يقف وراء هذه التّسميات. بالإضافة إلى ذلك، يكشفُ الكاتبُ عن أعرافِ التّسميات العربيّة والأساليب اللّغويّة الّتي تميّزها.

الأسماء العربيّة الفلسطينيّة عريقة ومتأصّلة وتطوي في ثناياها محطّات من تاريخ الشّعوب الّتي عبَرَتْ هذه البلاد. بَيْدَ أنّ معظم هذه الأسماء وُلِدت من الذّاكرة المكانيّة والتّجربة الجماعيّة والشّخصيّة الّتي عاشها عرب هذه البلاد مع أرضهم ونتاج تفاعُلِهم مع بيئتهم. التّسميات العربيّة للأماكن الجغرافيّة جزء من ثقافة شعبيّة شفويّة تراكمت على مدى مئات السّنين وتناقلت على الألسن.

العلاقة الحميمة والمباشرة والمستديمة الّتي ربطتِ العرب الفلسطينيّين مع الأرضِ، أثمرتْ مخزونًا ثقافيًّا وأدبيًّا، يحوي عشرات الآلاف من الأسماءِ الّتي نُسِجَتْ حولَها رواياتٌ وتفسيرات تَحكِي قصّة تكوينها ومعانيها. منذ بداية الاستيطان اليهوديّ في سنوات العشرينيّات من القرن الماضي حُذفت الأسماء العربيّة بشكل تدريجيّ من الخرائط وٱستُبدِلَتْ بأسماء توراتيّة وتلموديّة. زِدْ على ذلك، معظم الأسماء العربية ٱستُبْدِلَتْ بأسماء عبريّة ولم تُكتب على لافتات الطّرقات ولافتات الإرشاد، ولم تجد طريقها إلى الكُتُبِ والسّجلّات.

تكمن أهمّيّة الكتاب في كونه يُقَدِّم رؤية نقديّة جديدة ويحاول سدَّ النّقصِ في الدّراساتِ الّتي تتناول أسماء الأماكنِ. الكتاب يملأ أسماء الأماكنِ بمضامينٍ مغايرةٍ، ويُعيدُ خارطةَ الأسماءِ العربيّةِ إلى الوعيِ الإسرائيليّ والفلسطينيّ. قام المؤلّف بإجراء مقابلاتٍ مع عرب الجليلَيْن: الأعلى والأسفل، ووثّق المئات من القصص والذّكريات المرتبطة بالأماكن.



تجسّد الأسماء العربية حياة القريّة العربيّة، مشاهدها وأعرافها، وتَنقُلُ لنا صورةً حيّة عن المشهد اللّغويِّ الّذي ميّز الهضاب وعيون الماء والطّرقات. تتميّز الأسماء الّتي منحها الفلّاحون والمدنيّون للمواقع بإصغائها وحساسيّتها إلى الخصائص الدّاخليّة لهذه الأماكن، فهذه "عين أم الفلوس" دُعيَت كذلك لشدّة نقاءها وفيما لو أُلقيت الى قعرها عشرة قروش فلسطينية كانت تُرى بالعين المجرّدة.

وكما للرّجال فقد كان للنّساءِ والفتيات أيضا دور فعّال في ولادة التسميات العربيّة، لكن الأمر لا يقف عند ذلك، فالتّمثيل النّسائيّ والذّكوريّ يعكسان مفاهيم جندريّة وطبقيّة للبيئةِ والمكانِ. فقد دُعيت البلدان العربيّة بأسماء شخصيّات ذكورية وتاريخيّة ودينيّة وبأسماء قادة ومقاتلين. على النّقيض من ذلك، سُمّيت الحقول، الأودية والمغاور بأسماء النّساء ونُسبت لرجال من عامّة الشّعب.

تتّسم المسمّيات العربيّة بالتقاء الحضارات والأديان فهذه كوكب أبو الهيجا دعيت بهذا الاسم نسبة إلى حسام أبو الهيجا، أحد قادة صلاح الدين، وأمّا دير حنّا، فقد نالت اسمها بعد أن جاء اليها يوحنّا أثناء الحروب الصّليبيّة وبنى فيها ديرًا للرّهبان. الأسماءُ العربيّة عبارة عن عصارة النّشاطات الجماعيّة وتروي علاقة القرويّين مع المكان، فأهل صفّورية والرّينة، مثلًا، دعوا أحد الحقول الّتي تفصل بين البلدين بٱسم "هودج العروس"؛ لأنّ الموقع كان بمثابة استراحة للعروس الّتي كانت تزفّها صديقاتها وأقاربها إلى هذا الموقع وهي ممتطية الجمل.

لماذا أُقصيت الأسماء الفلسطينيّة من الأدبيّات الأكاديميّة، ولماذا كانت هناك محاولات للقضاءِ عليها؟ لماذا يستَعمِلُ السّكّان العرب في إسرائيل أسماء عبريّة؟
اِعتمد مؤلّف الكتاب على نظريّات أدبيّة، أنثربولوجيّة ونظريّات ما بعد الحداثة لكي يتقصّى الأبعاد والحقائق الّتي تقف وراء الأسماء والاغتراب الّذي طرأ عليها.

هل البحث المتعلّق بالأسماء العربية يعتبر ذا صلة بالواقع الفلسطينيّ والإسرائيليّ في أيّامنا؟
يُثبِتُ المؤلّف أنّ عرب هذه البلاد يعتبرون أنفسهم مانحي أسماء متسامحين. مجتمع يرغبُ في الحوارِ مع الثّقافات الأخرى، كاليهوديّة والغربيّة، وليس بمجتمعٍ يلغي الآخر. في أيّامنا هذه إشكالية أسماء الأماكن والطّرقات بعيدة من أنْ تَجدَ لها حلًّا، والأصوات الّتي تنادي بتعميق وإثبات الرّواية المناصرة للقوى الحاكمة على حسابِ الأسماء العربي الأصلانيّ، آخذة بالتّعالي. خارطة الأسماءِ العربيّةِ، الّتي زُجّت تحت الخارطة العبريّة الرّسميّة، تعودُ لتحيا في هذا الكتاب، الذي يُعتَبَرُ لبنة في تطوير مفاهيم حديثة ومغايرة، ومن خلاله يضعُ الذّاكرة الجماعيّة الفلسطينيّة والرّواية الإسرائيلية جنبًا إلى جنب دون ٱستبدال إحداهما بالأخرى.

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.76
USD
4.01
EUR
4.65
GBP
242443.93
BTC
0.52
CNY