الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 23 / أبريل 20:02

ستة أعوام والفشل الحتمي للمخطط الجهنمي على سوريا/ زياد شليوط

كل العرب
نُشر: 23/03/17 10:49,  حُتلن: 14:16

 زياد شليوط:

لم نكن نحتاج الى ستة أعوام لنعرف ونتأكد أن سوريا عصية على الانهيار والتفتت لأن سوريا كانت على حق

كشف المستور ولم تعد اسرائيل تقدر على الانكار، وسقطت أكاذيب ادعت أن اسرائيل معنية ببقاء نظام الأسد

لم نكن بحاجة الى ستة أعوام لنعي أن سوريا قلب العروبة النابض كما قال المعلم والقائد العربي الخالد جمال عبد الناصر

لم نكن بحاجة الى ستة أعوام حتى نعي أن مخططا جهنميا رسم من أجل تدمير سوريا الدولة وتقسيم سوريا الوطن وتشتيت سوريا الشعب وتفتيت سوريا الجيش الوطني.. ستة أعوام مرت على "المؤامرة" التي يرفض البعض التفوه بها ويستهزىء بمن يرددها، لكننا سنعبر عن تعبير "المؤامرة" لنؤكد ما لا يحتاج الى تأكيد أو اثبات، أن مخططا أمريكيا قادته الادارة الأمريكية السابقة وعبرت عنه كونداليزا رايس عن "الفوضى الخلاقة" فتحولت الى فوضى هدامة تجري في الوطن العربي وفي مركزه سوريا المستهدفة أكثر من غيرها، ووقع في خيوط "المخطط" للأسف ليس أعداء وكارهي النظام السوري فحسب، بل من يفترض فيهم أن يكونوا من حلفائه وقد كانوا كذلك إلى سنوات خلت، ومن يفترض فيهم أن يقفوا في الصف الأول للدفاع عن آخر نظام عربي قومي يحمل رسالة الانفتاح الاجتماعي والتعدد الديني والحرية الشخصية.
لم نكن نحتاج الى ستة أعوام لنعرف ونتأكد أن سوريا عصية على الانهيار والتفتت لأن سوريا كانت على حق، ولأن جيشها الوطني وشعبها الحر ونظامها التقدمي وقفوا صفا واحدا ومتماسكا أمام المؤامرات عليها وفوتت الفرصة على العناصر الغريبة والدخيلة في احداث شرخ جدي في صفوفها. صمدت بفضل وقوف محور المقاومة الى جانبها دعما قويا، ومساندة القوة العظمى الروسية لها في محنتها، وتكالب قوى الشر العالمية عليها.
لم نكن بحاجة الى ستة أعوام ليأتي بعدها الصحفي والاعلامي القدير سامي كليب بكتابه الهام " الأسد بين الرحيل والتدمير الممنهج"، ليكشف لنا من خلاله وبالوثائق عمق المخططات التي استهدفت سوريا، كيف تحولت المواقف من سوريا من أقرب المقربين لها من العرب والغرب، كيف استلت خناجر الغدر لتنفيذ انقلاب على سوريا من بعض أبنائها من ضعاف النفوس وأصحاب الأطماع والطموحات الشخصية، من دور الجيران التآمري وخاصة تركيا التي فتحت حدودها أمام قوافل المأجورين والشذاذ والأفاقين، الذين جيء بهم لخوض الحرب الاجرامية الدنيئة على أرض سوريا.
لم نكن بحاجة الى ستة أعوام لنكتشف حقيقة ما يسمى بالمعارضة السورية، وأنها ليست أكثر من طابور خامس ذات أجندات سياسية وعسكرية خدمة للغرب والاستعمار وأموال الخليج البائسة. وهذا ما كشفته سريعا زيارات رموز ساقطة من تلك المعارضة لاسرائيل، ودعوتهم لها باسقاط نظام الأسد وضرب حزب الله ودعم المعارضة. معارضة كاذبة ركبت موجة احتجاج صغيرة بأوامر خارجية وأغرقت سوريا بالدم والقتل والتشريد والتدمير، واليوم تتقاعس عن المشاركة في مؤتمرات التفاوض السلمي لاخراج سوريا من محنتها، مما يثبت أنها معلرضة مأجورة تعمل لأجندات خارجية وليس لمصلحة سوريا وشعبها كما تردد في أكاذيبها.
لم نكن بحاجة الى ستة أعوام لندرك مدى انغماس اسرائيل وتفاعلها مع مخطط ضرب سوريا واسقاط نهجها الوطني المقاوم، بداية من فتح الحدود أمام جرحى الحركات الارهابية الظلامية وتقديم العلاج المجاني لهم في مشافيها، حتى ضجت ادارات المشافي بهذه الخدمة "الانسانية" التي باتت تهدد مستقبل تلك المشافي. مرورا بشن الغارة تلو الغارة في العمق السوري، كلما اشتد الخناق على عصابات الارهاب والقتل والتدمير في سوريا، حتى الاعلان جهارة عن هذا التدخل بعد طول انكار ونفي، وكشف المستور ولم تعد اسرائيل تقدر على الانكار، وسقطت أكاذيب ادعت أن اسرائيل معنية ببقاء نظام الأسد، وظهر أن اسرائيل تخشى نظام الأسد وتتمنى وصول قوى الى الحكم لا تأبه للجولان وتهتم بأمورها الداخلية فقط.
لم نكن بحاجة الى ستة أعوام لنعي أن سوريا قلب العروبة النابض كما قال المعلم والقائد العربي الخالد جمال عبد الناصر، رئيس الجمهورية العربية المتحدة التي جمعت مصر وسوريا في وحدة حقيقية يتيمة في تاريخ العرب، هذا الرئيس الذي طعنته قوى سوريا بالانفصال ورفض الاعتداء عليها، الرئيس الذي حمل لنا البوصلة والتي تعمى عنها أبصار بعض القوى القومية اليوم، ويبدو أنها بحاجة لأن نذكرها دائما بما قاله عبد الناصر علهم يزيلوا الغشاوة عن أبصارهم ويعودوا لطريق الصواب. لم نكن بحاجة الى ستة أعوام لندرك عمق وصدق كلام المعلم والقائد ناصر العروبة " إننى أطلب إلى جميع القوى الشعبية المتمسكة بالجمهورية العربية المتحدة وبالوحدة العربية، أن تدرك الآن أن الوحدة الوطنية داخل الوطن السوري تحتل المكانة الأولى، إن قوة سوريا قوة للأمة العربية، وعزة سوريا عزة للمستقبل العربي، والوحدة الوطنية فى سوريا دعامة للوحدة العربية وتمهيد حقيقي لأسبابها".
نعم لم نكن بحاجة الى ستة أعوام لندرك كل ذلك، لكن ربما من ظلم سوريا وشعبها وجيشها ونظامها كان بحاجة اليها، فهل أدرك واستدرك؟!

شفاعمرو

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

 

مقالات متعلقة