الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 22:02

القوات والتيار/ بقلم: سابين عويس

كل العرب
نُشر: 16/03/17 13:23,  حُتلن: 13:26

سابين عويس:

الجزم بنتيجة هذه الاتصالات لا يمكن ان يتم قبل ان يتبلور القانون الذي ستجرى على اساسه الانتخابات

 نشطت الاتصالات على خطي البترون - معراب من اجل تذليل الأجواء المستجدة واحتواء مفاعيل خطوة الترشيح وما نتج منها، والتأكيد أن التحالف لم يهتزّ

بين زيارة نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الصحة غسان حاصباني لبعبدا من جهة، وتأكيده بعد لقائه رئيس الجمهورية قوة التحالف العوني - "القواتي"، ودعم "القوات" لمشروع رئيس التيار الانتخابي، ومشاركة الوزير "القواتي" الثاني وزير الاعلام ملحم الرياشي من جهة أخرى في احتفال التيار بذكرى ١٤ آذار، أكثر من محاولة لاحتواء بذور الخلاف التي برزت بعد مبادرة رئيس "القوات" سمير جعجع الى ترشيح فادي سعد للمقعد الماروني في البترون.

لم تكن خطوة الترشيح هذه وليدة تنسيق بين الحليفين المسيحيين، بل على العكس، فاجأت الأوساط العونية التي رأت فيها اندفاعة "قواتية" يقودها جعجع ترمي إلى فتح باب التفاوض بين "القوات" والعونيين على الانتخابات النيابية، انطلاقا من ان تفاهم معراب لم يرسم خريطة طريق التحالف الانتخابي في الانتخابات المقبلة في انتظار ما سيكون عليه قانون الانتخاب.
تعود أوساط مراقبة الى مرحلة ما قبل إعلان معراب لتشير الى ان التفاهم قضى بتقاسم الحصص مناصفة. شمل ذلك الحكومة والتعيينات، لكنه لم يرق الى النواب العتيدين.
ثمة من يقول إن جعجع يضع نصب عينيه حصول حزبه على ١٥ مقعدا من مجموع المقاعد المسيحية، لكن تفاهم معراب لم يبت هذا الامر. وفي الاوساط العونية من لا يرى ان "القوات" تستحق أكثر من ١٠ مقاعد.
ويؤكد ما يصفه مراقبون "تفرد" جعجع بإعلان ترشيح سعد، في هذا التوقيت ومن خارج قانون للانتخاب او موعد للاستحقاق، ان رئيس "القوات" قرر فرض شروطه، ولهذا بكّر في فتح معركة الترشيحات، ساعيا الى فرض مرشحه في البترون، على قاعدة انه أرضى العونيين بسحب النائب أنطوان زهرا من السباق، نظرا الى الحساسية العالية التي يشكلها لرئيس التيار في عقر منطقته البترون، لكنه في المقابل، لم ينسق ترشيح سعد. وهو يدرك جيدا أن هذا الترشيح لم ينزل سلاما على جبران باسيل الذي كان يفضّل ألا يكون المرشح من الوسط، بل من الجرد، من أجل إضعاف النائب بطرس حرب.
ورأت أوساط عونية في ترشيح سعد استفزازا لباسيل، خصوصا أنه نُقل عن جعجع قوله أمام المشاركين في مؤتمره الصحافي لإعلان الترشيح، وخارج الهواء، ان احتمالات التحالف مع باسيل ربما تكون قائمة وربما لا، أي انها ليست أكيدة وثابتة كما هي الحال المنبثقة من إعلان معراب.
عند هذا الحد، وبعدما استشعر الجانبان مخاطر هذا الترشيح على التحالف السياسي في شكل عام وعلى التحالف الانتخابي في شكل خاص، ولا سيما بعد ردود الفعل والتحليلات السياسية والإعلامية التي ذهبت الى حد الحديث عن برودة في العلاقات، كان لا بد من تحرك الوساطات لإعادة الامور الى وضعها الطبيعي، ولا سيما أن الفريقين غير راغبين في الذهاب أبعد في الجفاء.

وعليه، نشطت الاتصالات على خطي البترون - معراب من اجل تذليل الأجواء المستجدة واحتواء مفاعيل خطوة الترشيح وما نتج منها، والتأكيد أن التحالف لم يهتزّ. وكشفت مصادر متابعة لحركة الاتصالات هذه عن تحقيق تقدم ملموس، بحيث عاد النقاش الى مربعه الأول، أي في قانون الانتخاب واللوائح الانتخابية، بمعزل عن ترشيح سعد، ويُعتقد أن جعجع قد يبادر في مرحلة لاحقة، وتعبيرا عن تجاوز هذا الإشكال، الى ترشيح شخصية مارونية من الجرد.
إلا أن الجزم بنتيجة هذه الاتصالات لا يمكن ان يتم قبل ان يتبلور القانون الذي ستجرى على اساسه الانتخابات.
وقد جاءت الردود على المشروع الذي طرحه باسيل باردة وباهتة، لتعطي الانطباع أنه ولد ميتاً. إذ تفادى "تيار المستقبل" الاشارة اليه في اجتماع الكتلة اول من امس او اعلان موقف منه، فيما رفضه الحزب التقدمي الاشتراكي، ولم يعلن الثنائي الشيعي تبنيه.
إلا أن هذا لا يعني بحسب مصادر "مستقبلية" أنه لن يكون هناك اقتراحات وصيغ أخرى، مشيرة الى أن ما هو أكيد وثابت لدى كل من رئيسي الجمهورية والحكومة ان ثمة قرارا سياسيا بإنجاز قانون انتخابي جديد، لكن المحك يبقى في الصيغة التي سيتم التوصل اليها والتي تلقى رضى كل القوى السياسية!

نقلا عن جريدة النهار

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

 

مقالات متعلقة