الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 16:01

انا والآخر/ بقلم: أسيل يونس

كل العرب
نُشر: 14/02/17 14:55,  حُتلن: 15:30

لا شك فيه أن جل مشاكلنا وقضايانا الشخصية والعامة على حد سواء تنبع من الاحتكاك بالآخرين القريبين منا أو أولئك البعيدين عنا، وهذا الاحتكاك في أصله يعني اني اوافقك الرأي ام لا، أو هل انت أو انتم توافقونني الرأي ام لا.
وهذا شرعي ومقبول جدا لدى الشعوب المتحضرة أن تكون لدينا أفكار مغايرة لما هو موجود لدى الآخرين وان يدافع كل طرف من الأطراف عن موقفه ورأيه الحر داعما اياه بالحجج والأدلة والبراهين وان يحاول أن يقنع الآخر برأيه دونما استعمال وسائل وأساليب غير إنسانية مثل الكذب والتلفيق والاعتماد على الإشاعات المغرضة غير المسنودة والتي لا تمت إلى الواقع باي صلة أو بأي شكل من الأشكال.

كما أن التعلق والتعامل مع الآخر الذي لا يشاطرنا الرأي بأنه عدو لدود أخطر ما يكون وتكون له اسقاطات سلوكية واجتماعية خطيرة لا يحمد عقباها. وإذا نظر الإنسان ، كل إنسان، إلى هذا التغيير والاختلاف في الآراء والتصرفات والميول وغيرها على أنها أمور طبيعية جدا ...لا بل إلهية تكون آنذاك حياتنا اسهل بكثير مما نحن عليه الآن.
ان هذا الاختلاف والتغير موجود حتى في الإنسان ذاته الذي يقف في حياته دائما وابدا في كل يوم وفي كل ساعة وفي كل لحظة أمام مفارق تحتم عليه اتخاذ القرارات، صغيرة أو كبيرة كانت. وكثيرا ما نجد أنفسنا في حيرة من أمرنا حيال هكذا موقف. فنتخبط ونرتبك وتصل بنا الأمور في كثير من الأحيان إلى طريق مسدود لا مخرج منه ولا شمعة تضيؤه, فنلتجأ إلى من نثق به ممن حولنا من الاهل أو الأصدقاء ليسدوا لنا من لدنهم عظة نصوحة تخرجنا من مازقنا الذي نحن فيه.
ولكن
ولكن
ولكن
هل تأخذ على نفسك التى اختلفت الرأي معها فتعتبرها عدوا مبينا؟
اوهل تحمل سكينا لتضربها أو تقولها لمجرد انك تقول يجب هكذا وهكذا وهكذا وهي (نفسك) كانت تعارضك وكانت تقول لك هذا الرأي وهذه الطريق أفضل؟
وما بالك بقول الفيلسوف الفرنسي الذي قال إنه يضحي بعمره من أن أجل أن يقول غريمه كلمته !!
إن الإنسانية وبشكل خاص في هذا العصر وفي هذا الزمن "الاصفر" أحوج ما تكون الى تقبل الآخر والتعايش معه واحترامه وضمان حريته المقدسة ( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ).
عندها يبقى في أذهاننا فراغات كبيرة كانت تشغلها الضغاءن والكراهية والأفكار المسبقة وننشغل أو ننغمس في أمور خيرة إيجابية وفي أفكار بناءة ترقى بنا إلى المجد والسؤدد.

الكاتبة هي طالبة عمل اجتماعي في جامعة تل أبيب

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة