الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 20:01

حين أرى وجهك مبتسما/بقلم: يوسف حمدان

كل العرب
نُشر: 07/02/17 23:21,  حُتلن: 14:37

 حين أرى وجهك مبتسما
حين يجيء الليلُ الكالحُ
كي يطرد من أجواء حديقتنا
بهجةَ عصفورٍ
وهديلَ حمامْ..
أستبشرُ
حين أرى وجهك مبتسماً
بين حطام الأيامْ..
أتلمَّس شفتيَّ لعلي
أتذوّق ثانيةً
شهد دموعٍ مالحةٍ
ذات وداعْ..
وإذا بالليل الحالكِ
يستبدله نورٌ وشعاعْ..
فأراني أبحرُ
من شاطئ آلامي..
في زورق حبٍ..
تحمله أمواج الأحلامْ.
وأرى في يدك البضةِ
إبرةَ خيّاطٍ
ترتق جرحا في عضل الروحِ
تعشش فيه الآلامْ..
وأنام قرير العينِ
وقد حُملت روحي
في كف ملاكٍ
منسوجٍ من بردٍ وسلامْ.
***
أنت الفرحُ الساطعُ
في بحر ظلامْ..
ما دمتُ أعيش لأجلكِ
لن أرحل عن هذي الدنيا
لن يغمض عيني أي سقامْ..
سأظل أراك بلا مللٍ
لن تحجب نورك عني
كثبان ضبابٍ
أو أكداس غمامْ..
سأظل أعيش
وأحيا ثانيةً..
وسيبقى حبي مُرضعةً
لا تعرف أي فطامْ..
وإذا جاءت أخبار رحيلي..
في أحد الأيام.. إليكِ..
لا تبكي!
انتظريني..
لنزور القبر معا..
لا تبكي!
وإذا جئتِ بباقة وردٍ
لا تضعيها فوق القبرِ
لئلا تحجب عني
حُسنَ يديكِ.
***
ما أجمل هذي الدنيا
حين أرى في وجهكِ
مرآة حياتي..
فأرى فيها أحلامَ صبايَ
وأجملَ أوقاتي..
أستبشرُ
حين أرى وجهك مبتسماً
بين حطام الأيامْ..
سأسير إليكِ
من البحر الأزرقِ
حتى جبل النارْ..
سأسيرُ
من الجبل الشامخِ
حتى الأغوارْ..
فرحي محفورٌ
في السور الواقفِ
حول الدارْ..
فرحي زرعته يداكِ
مع الورد المتسلّقِ
فوق جدارْ..
سأعود إليكِ..
انتظريني!
كي نتجول في حاراتٍ حالمةٍ
لا يتفرق فيها زوج حمامْ..
كي نصعد أدراج زقاقٍ
تملأه تحفُ الفنِّ
وتصدح فيه الأنغامْ..
ونسير معا بين مروجٍ
تتفتح فيها أزهار الأحلام.

 نيويورك

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة