الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 16 / أبريل 14:02

إدانَة مُؤقتة!/ بقلم: أزهار أبو الخير- شَعبان

كل العرب
نُشر: 31/01/17 13:04,  حُتلن: 17:26

أزهار أبو الخير- شَعبان في مقالها:

مَع كل قرار مُخذل يَخرُج مِن فاه القضاء الإسرائيلي وَيتعَلق بجَرائم القتل خاصّة يَفتحُ بابا واسِعا لعَمليات إجراميّة أكثر وَأكبر في المُستقبل

ما رأيناه جميعًا أمام أعيننا على التلفاز كان قتلا مُتعمدا لا جدال فيه، فالمُصاب المُلقى عَلى الأرض كان بمثابة نِصف قتيل، بمَعنى آخر أنه كانَ لاحَول لهُ وَلا قوّة وَلم يكن بحاجة إلى رَصاصات أخرى

فَشل ذَريع يُضاف إلى قائمة الفشل السّوداء في الجهاز القضائي الإسرائيلي.

إدانة الجُندي (عَزاريا) بالقتل غير المُتعمّد هو فشل بل هو وَصمة عار على الجهاز القضائي في الدولة.

إن ما رأيناه جميعًا أمام أعيننا على التلفاز كان قتلا مُتعمدا لا جدال فيه، فالمُصاب المُلقى عَلى الأرض كان بمثابة نِصف قتيل، بمَعنى آخر أنه كانَ لاحَول لهُ وَلا قوّة وَلم يكن بحاجة إلى رَصاصات أخرى مِن قبل هذا الجُندي ليَكتمل إعدامهُ، إلا أنه قرّر ببرودة أعصاب وَعُنصرية مُخزية مُتجذرة في أعماقهِ وَضع حَد لحَياة ذلك الشاب كليًا بطريقة مُؤلمَة جدا لكلّ مَن يَحمل ضميرًا إنسانيًا في داخلهِ.

إدانة الجُندي أدّت إلى انشقاق في الشّارع الإسرائيلي فهُناك من يَرى بإدانتهِ أمرًا مُثيرًا وَمُنصفا بَعض الشّيء بحيثُ قد يكون رادعًا وَلو خفيفا للجنود الباقين ليعتبروا من فعلتهِ وأن لا يُقدِموا عَلى مِثل هذهِ الإعدامات العَلنية غير المَقبولة، وَهناك مَن يَرى أنّ هذهِ الإدانة غير كافية أبدًا وتبدو وَكأنها بمثابة مُهدئ "لإسكات أوجاع" مَن ندّدوا بهذا القتل وَالجُرم العَلني بحيث أنّ عَملية القتل وُثقت مِن خلال شَريط فيديو رآه العَديد مِن المُواطنين (وهناك احتمال كبير بأنه إن لو لم يَكن هُناك فيديو مُوثق لربما لم يَعلم أحد في هذه الجَريمة كأحوال جَرائم أخرى تنفذ إزاء الشّعب الفلسطيني دونَ عِلم أحد وبالتالي لن تكون أية مُحاكمات لأي جُندي مِمّا يُؤدي إلى المُرور عَلى تلك الجَرائم الإنسانية مرّ الكرام)، وَمن جهة أخرى هُناك مَن يَرى أن هذه الإدانة تعطي ضوءًا أخضر لقتل الفلسطينيين خاصّة والقتل بشكل عام حَتى داخل حُدود الدّولة.

مَع كل قرار مُخذل يَخرُج مِن فاه القضاء الإسرائيلي وَيتعَلق بجَرائم القتل خاصّة يَفتحُ بابا واسِعا لعَمليات إجراميّة أكثر وَأكبر في المُستقبل.


وإذا قامَ القضاء بإدانة (عَزاريا) بالقتل غير المُتعمد رغم أنه قامَ بقتل مُتعمّد فعلا، فلا غرابة إذا حَصَل عَفو أيضًا في المُستقبل، لأنه قد تم فعلا تقديم طلب بهذا الصّدد، لذلك ليس أمامَنا كمُواطنين حَل سِوى أن نَعتبرَها "إدانة مُؤقتة"!

ففي قضائنا "المُبجّل" كلّ شيء جائِز لمَصلحَة السّياسَة العُنصريّة المُقزّزة حَتى وَلو كانَ ذلك عَلى حِساب جُثث الناس!

دُعائي بأن يَنال كلّ مُجرم مِن أمثال (عَزاريا) جَزاؤه الأبديّ خَلف القضبان.

عَلى أمل دائِم في تَعديل بَعض القوانين القضائيّة غير المُنصِفة.

عَكّا

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة