الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 14:01

وجهة نظر حول فيلم بر وبحر/ د.زياد محاميد

كل العرب
نُشر: 09/01/17 12:22,  حُتلن: 14:41

د. زياد محاميد:

لا اعتقد أن الفيلم هدف لضرب أم الفحم أو عرض الفتيات العربيات في صورة "تافهة"

علينا كفحماويين التعقل والتعامل بالعقل لا بالعواطف. وانا ضد منعه واعلان الحرمان عليه، وتبقى حرية المشاهدة للفيلم حرية شخصية وخيار شخصي

الفحماويون والفحماويات لا يحتاجون لان يدافعون عن انفسهم..التاريخ يشهد لوقفتهم وانجازاتهم الجبارة. أم الفحم الاسم الحركي لفلسطين حقيقة ساطعة

ابدأ مقالي بمثال.. في السبعينات صدر كتاب فلسفي باسم "عودة الوعي".. بعد سنوات قليلة صدر رد عليه بعنوان "الوعي المفقود".. ولا يزال النقاش قائما حول مسألة الوعي.
أم الفحم، بلدي، واعرفها...بلد الشهامة والكفاح والصمود، بلد الإنتماء الوطني بكل أطيافه، بلد الازدهار والتطور في شتى المجالات....

المرأة والطالبة والعاملة الفحماوية.. قمة في الوعي والإجتهاد والشراكة في التنمية المجتمعية. وهن رمز العفاف والشرف والعقلانية في كل زمان ومكان..
بلدي تقاوم محاولات عزلها ووصمها بالسلبية وتقوم محاولات تهميشها اجتماعيا وسياسيا.
وليس صدفة أن أم الفحم مستهدفة اعلاميا...
لا يمكن لأي وسيلة اعلامية او فنية المس او النيل او الانتقاص من الفحماويين والفحماويات..لا بكتابة ولا بفيلم ولا بإقحامهم في نقاش مقيت لا فائدة منه..
الفحماويون والفحماويات لا يحتاجون لان يدافعون عن انفسهم..التاريخ يشهد لوقفتهم وانجازاتهم الجبارة. أم الفحم الاسم الحركي لفلسطين حقيقة ساطعة.

فيلم بر وبحر،عمل روائي يحكي عن قضايا كثيرة ومركبة لما يواجه الفتاة العربية من تحديات في مجتمع مدني انتقلت اليه للتعليم أو العمل...ولا علاقه للممثلين والممثلات في اشخاص أو مكان أو احداث في الواقع...وربما هو من نسج الخيال الروائي المثير الباحث عن الشهرة أكثر بكثير من تقديم حلول ورسائل اجتماعية.

المخرجة أو كاتب - كاتبة السيناريو اختارت اسم أم الفحم إما صدفة للتنوع او قصدا... وطبيعي أن يحتج الفحماويون في ربط اسم بلدهم بسلوكيات مرفوضة تظهر في الفيلم.

يبقى الفيلم فنيا في اطار حرية التعبير والابداع، وهذا موضوع واسع جدا للحوار....لكن نجاحه سيظل منقوصا كونه زج أم الفحم المستهدفة اعلاميا واظهرها بعكس حقيقتها.

لا أعتقد أن جهازا اعلاميا أو سياسيا مخابراتيا وراء الفيلم.
ولا اعتقد أن الفيلم هدف لضرب أم الفحم أو عرض الفتيات العربيات في صورة "تافهة".
للفيلم رسالة سعت اليها المخرجة وقد تكون رسالة وطنيه وإيجابية لكن "الفريمات" أجهضت تكامل الرسالة لعدم التكافؤ والتوفيق الحكيم بين المشاهد والرسالة.

انه عمل روائي...وربما خيالي. اخفق وفشل في بعض اجزائه وخصوصا الخادشة للحياء والمتطرفة وربما بمسّ اسم أم الفحم.
علينا كفحماويين التعقل والتعامل بالعقل لا بالعواطف. وانا ضد منعه واعلان الحرمان عليه، وتبقى حرية المشاهدة للفيلم حرية شخصية وخيار شخصي.
كما أن الكلمات النابية التي ظهرت في الشبكة لا تليق بشبابنا ولا بأخلاقنا وهي مرفوضة قطعا.
الرد يمكن أن يكون بعمل سينمائي ضخم يحاكي الحقيقة التي نؤمن بها نحن والتي نعرفها نحن.
وكل نقاش آخر هو دعاية للفيلم.
وكل تهجم غير حواري متعقل هو مس لحرية التعبير وحرية الابداع.
ما بين "الوعي المفقود و عودة الوعي عشرات السنوات.. والحوار لن يحل إلا بالحوار العقلاني والعلمي الحر.
وستبقى أم الفحم زينة البلدات.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

 

مقالات متعلقة