الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 01:02

رسالة إلى رؤساء المجالس المحلية في القرى الدرزية/ بقلم: هادي زاهر

كل العرب
نُشر: 07/01/17 14:31,  حُتلن: 18:25

أبرز ما جاء في المقال:

طحن الهواء لن ينتج لنا الذرة!!

يجب أن تتحدوا مع السلطات العربية فورُا.. أحزموا أمركم ليكون نضالنا موحدًا.. إن السلطات يسعدها هذا التشتت

سياسة المسايرة المعمول بها حتى اليوم لن تجدينا نفعًا، رغم طول الأمد، خاصة مع هذه الحكومة العنصرية البغيضة التي تُفصل القوانين على هواها

يجب أن نخلق آليات نضالية جديدة.. يجب أن نتحد مع السلطات العربية فورًا.. يحب أن لا تنتظروا الوعود الكاذبة إلى ما لا نهاية؟!!

أعتقد بأنه أضحى واضحًا للجميع بأنّ الوضع في قرانا العربية الدرزية لا يختلف عن الوضع في باقي قرانا العربية، طبعًا كنا نفضل ألا نستعمل مثل هذا التعريف بصفتنا أبناء شعب واحد، ولكن هذا ما فرضته علينا السلطة وانسبنا معه مرغمين؟!! لقد زعمت السلطات بأنها تبغي من وراء فصلنا تميزنا للأفضل كون شريحة منا تخدم في الجيش (وأكلنا اللكش) ولكن الحقيقة التي تجلت بكل وضوح مغايرة لهذا الزعم، وهنا أسأل من ينكر هذه الحقيقة:

قولوا لي بربكم بماذا تهنأ قرانا العربية الدرزية عن غيره من أخواتها العربيات؟ الحقيقة هي، أن لا نقاش مع من ينكر الحقيقة كوننا نقبع في أسفل درجات السلم، ولقد اظهر بحث أجرته قبل فترة دائرة الإحصاء المركزية في إسرائيل حول المستوى العام الاجتماعي والاقتصادي للسكان في الدولة بأن المستوى في القرى الدرزية هو في أدنى الدرجات، وبين هذا البحث مثلًا بأن دالية الكرمل أكبر قرية درزية في المكان السابع من عشرة بينما قرية "الجش" في المكان الرابع، ولا نريد أن نسترسل في إدراج النماذج لان من لا يرى من الغربال أعمى!.

لا نقاش مع من ينكر هذه الحقائق، خاصة وأن الظالم أو ممثل الظالمين، الوزير الذي يأتي ليواسينا "على عينك يا تاجر" كل عام على المقبرة العسكرية يقول:

" نحن نعترف بأننا ظلمنكم ونعدكم بتصليح الخطأ من اليوم وصاعدًا"....

ليأتي في السنة الثانية والثالثة وزيرُا آخر ليكذب علينا مجددًا. وكأن كل وزير يعطي خطابه كل عام لمن سيأتي من الوزراء بعده في العام التالي...

إخوتي رؤساء المجالس القضية وضح لكم تمام الوضوح.. إن الوضع لم يتغير بل يتراجع للأسوأ في ظل التهديد بهدم عدد من البيوت في قرانا، رغم مجاراتكم لمطالب السلطة في الانعزال، وكان لقد بعث السيد رمزي حلبي حين شغل منصب رئيس المجلس المحلي في دالية الكرمل برسالة إلى السيد محمد زيدان رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية سابقا، يعلمه فيها عن استعداده للانضمام غلى اللجنة القطرية للسلطات المحلية العربية ولكنه هُدد من قبل الأجهزة المختلفة في الدولة، كما أفادني شخصيًا إذا هو قدم على هذه الخطوة قال السيد رمزي في رسالته:-

" إننا ننتمي إلى شعب واحد وقضايانا ومشاكلنا مشتركة والأفضل أن نعمل معًا" هذا هو الطرح الصحيح الذي من الواجب والضروري العمل به، وسنبقى مهمشين ما لم نعمل به.

ويذكر ان السيد أسعد عرايدة والسيد علي هزيمة هما أيضا أعربا عن رغبتهما آنذاك في الانضمام للجنة القطرية للسلطات العربية ولكنهما لم ينفذا...

الإخوة الأعزاء ان سياسة المسايرة المعمول بها حتى اليوم لن تجدينا نفعًا، رغم طول الأمد، خاصة مع هذه الحكومة العنصرية البغيضة التي تُفصل القوانين على هواها، التي تعتدي على جيرانها أيا كانوا ولا نريد أن نذكر القوانين الجديدة التي تجيز لهم مواصلة الغطرسة والعدوان.. إن منح هذا الوزير أو ذاك شهادة عزيز الطائفة، أو مواطنة شرف.. هي خطوات تخلو من.. من الحكمة، ولا نريد أن نقول أكثر من ذلك، وقد أثبتت فشلها للمرة ال....؟ من هنا فإننا نعتقد جازمين، أنه آن الأوان أن نضع النقاط على الحروف وما من سبيل في صد الهجمات المتزايدة في الفترة الأخيرة سوى الوحدة والعودة إلى أحضان شعبنا..

إن هذه السلطات لا تفرق بين العرب وهي لا تحرر مستحقاتنا إلا عندما ترى عينًا حمراء، لذلك علينا أن نعرف أصول اللعبة التي يجب أن ننتهجها.. يمكن أن نأخذ من القرى العربية التي تناهض سياسة الحزب الحاكم وتخشاها السلطة وتحرر لها مستحقاتها أكثر مما تحر لنا مستحقاتنا، يمكن أن نأخذ من هذه القرى نموذجًا في أسلوب العمل.. يجب أن نخرج إلى الشارع.. يجب أن نقيم الأرض ولا نقعدها ما لم تحترمنا السلطات، وجنبًا إلى جنب جنب، أن ننقل شكوانا إلى العالم، تمامًا كما يفعل رؤساء سلطات محلية في قرانا العربية الأخرى، بحيث يستضيفون سفراء الدول الأجنبية على مائدة غداء لتشكوا لهم هذا التعامل.

يجب أن نخلق آليات نضالية جديدة.. يجب أن نتحد مع السلطات العربية فورًا.. يحب أن لا تنتظروا الوعود الكاذبة إلى ما لا نهاية؟!!

إلى متى هذا التخوف أيها الأخوة؟ أحزموا أمركم ليكون نضالنا موحدًا.. إن السلطات يسعدها هذا التشتت لأنه يضعفنا ويدفعها إلى الاستفراد بنا.. وإلى الاستفراد بكل شريحة على حدا، لذلك فالوضع يحتّم علينا المواجهة الفعلية الجماعية، وما من سبيل آخر.. إن طحن الهواء لن ينتج لنا الذرة!.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة