الرد !
اصْطَبَح بشخص ابن أصْلٍ وفَصْل، تربطه به علاقات ود، حَيَّاهُ ( ليس بزامور السيارة) ولم يأتِ الرد .
مر بفتاة كان يعشقها، وكان على استعداد ان يُقَبِّلَ "الزفتة" تحت قدميها، توهَّج وتأجَّج وصوته تهدَّج وترجَّج ونظر اليها نظرة الحب والحنان والود، ولم يأتِ الرد .
مر بصالة افراح، وتقدَّم وتجرَّأ ورقص وهز الخصر ولم يأبه به احد، رغم ان رَقْصَهُ كان كله رقص ود، وكان يميل طرباً مثل نبتة ورد، ولم تأتِ عبارات الإعجاب بكونه لهذا الحد، رشيق القد .
عاد الى بيته منهكاً خائرَ القوى، يحمل تلال الهدايا والحاجات ( من الأشهى) ، في البيت تكدَّس افراد الاسرة، طرح عليهم السلام ولم يأت الرد .
من الصباح وحتى المساء، اطفال وبنات وصبيان وفتيات وشيوخ وعجائز وشباب وصبايا ورجال ونساء، كانوا منشغلين بالكبس وبالنقر على شاشات التلفونات !
انْسلخَ وانْزاحَ وانْداحَ الى النوم ورغم انه صاح "تصبحو على خير"، لم يأت الرد .
فقط، في خبايا وخفايا وسرايا ومرايا وحنايا وثنايا الحلم الجميل، هو استمرحَ الجميع والجميع اسْتَمْرَحُوهُ، فهبَّ من نومه مذعوراً !