الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 04:02

الناصرة بلد البشارة والميلاد/ بقلم: عمر مصالحة

كل العرب
نُشر: 26/12/16 18:59

تمثل المسيحية في الشرق الأوسط جزءا اساسياً من فسيفساء الثقافة المتنوعة في المنطقة، حيث تتواجد في بلادنا أقدم الآثار المسيحية في القدس وبيت لحم والناصرة، إضافة الى الأدبيات الدينية التي انتشرت منذ القرن الثاني الميلادي في جميع أنحاء الشرق.

استطاع المسيحيين في جميع بلدان الشرق ولقرون عديدة، الحفاظ على وجودهم كمسيحين في بيئة إسلامية. فهم أحفاد المسيحيين الأوائل، وجميع كنائسهم هي تقريبا كنائس منذ بداية التبشير المسيحي.
لعب المسيحيون الشرقيون دوراً حضارياً، ثقافياً وعلمياً في العالم العربي، كان لهم دور حاسم في تطوير اللغة العربية في القرن التاسع عشر، عن طريق الادباء بطرس البستاني واليازجي، الأدب والفنون لأنهم كانو منفتحين على كل الاتجاهات الثقافية الجديدة في العالم الغربي، في حين لم يكن لهم دور في الحياة السياسية.
تقاليد عيد الميلاد الأوروبية لم تكن معروفة عند المسيحيين الشرقيين، لكن مع مرور الوقت أصبح عيد الميلاد أكثر أهمية، عن طريق التواصل مع الارساليات المسيحية التي جلبت معها المطابع الى لبنان وسوريا ومن ثم الى القدس، الامر الذي ساهم في تطوير اللغة العربية وانتشارها بين عامة الشعب. جلبت الارساليات المسيحية عادات متنوعة ومنها الطقوس والتقاليد مثل شجرة الميلاد وبابا نويل الذي يجلب الهدايا للأطفال. كنت مع آلاف المشاركين في احتفالات الميلاد في مدينة الناصرة، ما رأيته هو تجسيد للحياة الاسلامية المسيحية في هذا البلد، لقد شاهدت عشرات بل مئات الاولاد والكبار يلبسون قبعة بابا نويل، ولم أسال أحد عن هويته، ولا عن انتماءه، من منطلق ان الحدث والمناسبة هي عامة. من حضر الى الناصرة من الطيبه وأم الفحم والفريديس ودبوريه وعين ماهل وكفر مندا، حضر الى الناصرة للمشاركة في عيد ميلاد سيدنا المسيح.
الناصرة بحلتها الجديدة هي التجسيد الحقيقي للتعايش بين أهل هذه البلاد. لابناء شعبنا المسيحيين أقولها بمودة ومحبة لا تفكروا بترك بلدكم، مهما قست الظروف، أنتم أهل البلد بدون منة من أحد.

• باحث في الديانة اليهودية

مقالات متعلقة