منصور عباس:

رفضنا الاصطفاف في خندق نظام فاشي مجرم وخندق جماعات البغي والعدوان ووقفنا بوضوح مع قيمنا وانسانيتنا واسلامنا

من رفضنا الدائم أن نكون ادوات او احجار شطرنج نحرك او نساق الى مصائر ترسم لنا من اعداء الانسانية وانصار الطواغيت بسوط الجلاد او اغراء المال

المدخل الانساني والاخلاقي يجعلك ترى بوضوح محاولة الانقضاض على ثورة الشعب السوري للحرية والكرامة، من قبل الجماعات الارهابية والتكفيرية ذات الخطاب الطائفي

كتب نائب الحركة الاسلامية الجنوبية منصور عباس على حسابه في الفيسبوك عن الأيام التي قضاها برفقة وفد الحركة بين اللاجئين السوريين جنوب تركيا، حيث وصف المعاناة والألم الشديدين في ظل الحرب في سوريا، وكتب: "بعد ايام قضيتها بين اهلي اللاجئين السوريين والفلسطينيين المنكوبين في جنوب تركيا، وقد رأيت الحزن والألم والخوف في عيون الاطفال، والذعر والقلق في عيون النساء، والمذلة والهوان في عيون الرجال، تعزز يقيني أن مدخلنا الانساني والقيمي والاخلاقي، كحركة اسلامية فلسطينية كان صائبا في التعامل مع نكبة الشعب السوري".

منصور عباس يحمل طفلا لاجئا سوريا

وكتب منصور عباس: "إن المدخل الانساني والاخلاقي يلغي مبرر الاصطفاف الايديولوجي والمصلحي الاعمى مع نظام فاشي ارهابي ومجرم يبطش بشعبه، ويقمع حريته ويمتهن كرامته، ويستقدم مليشيات ارهابية طائفية، ويستقوي على شعبه بدول لها مشاريعها الامبراطورية في العالم والمنطقة، فضلا عن دور النظام الواضح والاكيد في تنشئة ودعم الجماعات الارهابية المتطرفة، كداعش والقاعدة ومن ماثلهما، والتي شوهت وجه الثورة السورية واهدافها وهويتها الوطنية السورية الجامعة.
كما أن المدخل الانساني والاخلاقي يجعلك ترى بوضوح محاولة الانقضاض على ثورة الشعب السوري للحرية والكرامة، من قبل الجماعات الارهابية والتكفيرية ذات الخطاب الطائفي، البعيد كل البعد عن الثقافة الاسلامية العامة في ارض الشام. لقد اختطفت هذه الجماعات الثورة السورية وحولتها الى اداة بيد دول الجوار العربي والاقليمي والدولي ، يرتع بين صفوفها عملاء المخابرات وجنودها المرتزقة، وتتزود من مالها الفاسد وسلاحها الملوث لقتل الانسان قبل هدم البنيان".

نرفض الحالة السورية المفروضة علينا
وتابع: "رفضنا الاصطفاف في خندق نظام فاشي مجرم وخندق جماعات البغي والعدوان، ووقفنا بوضوح مع قيمنا وانسانيتنا واسلامنا، إن ثنائية النظام الفاشي والجماعات التكفيرية تستثني الشعب السوري وحقوقه من الاعتبار، وهي تكريس لحالة يراد لنا أن نتخندق فيها، لذلك نرفض الحالة السورية المفروضة علينا برمتها ونقف مع الشعب السوري وتطلعه الى الحرية والكرامة والحكم الرشيد لكل ابنائه وطوائفه وفصائله وأديانه، ونطالب بوقف العدوان والبغي المسلح على الشعب السوري بكل مكوناته وندعو الى التحضير لمرحلة جديدة يكون للشعب فيها الكلمة العليا والارادة الحرة، تنطلق من خلالها عملية مصالحة شاملة قائمة على اساس من العدالة الانتقالية تمهد لبناء كيان الدولة السورية المدنية والديمقراطية لكل أبنائها".

واختتم منصور عباس في كلمته: "إن مقاربتنا هذه نابعة من تجربتنا الفلسطينية المحلية، وهواجسنا تجاه المخططات التي تحاك ضدنا، وشعورنا بالمسؤولية تجاه شعبنا وامتنا العربية ، وتمكُّن قيم العدالة والحرية وحق الحياة بكرامة في نفوسنا، وكذلك من رفضنا الدائم أن نكون ادوات او احجار شطرنج نحرك او نساق الى مصائر ترسم لنا من اعداء الانسانية وانصار الطواغيت بسوط الجلاد او اغراء المال".