الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 07:02

عظيم ميلادك/ بقلم: عطاالله حايك

كل العرب
نُشر: 22/12/16 08:36,  حُتلن: 08:37

عظيم ميلادك ايها الرب يسوع*
هذا ما تنبأ به اشعياء النبي في العهد القديم عن ولاده الرب يسوع :
(اشعياء 7: 14) وَلكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ *«عِمَّانُوئِيلَ»*
آية (إش 9: 6): لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ. "
معنى اسم يسوع هو المخلص.
سمي يسوع لأنه جاء يخلص.
مجرد اسمه يحمل معنى رسالته التي جاء من أجلها، "أنه جاء يخلص ما قد هلك.جاء يبشر المساكين، يعصب منكسري القلوب.ينادي للمسبيين بالعتق، وللمأسورين بالإطلاق"(إش61:1 )
ولذلك فإن ملاك الرب المبشر ليوسف النجار، قال له عن القديسة العذراء : "ستلد أبنًا. وتدعو إسمه يسوع، لأنه يخلص شعبه من خطاياهم" (مت1: 21).
أول شيء نتذكره في ميلاد الرب هو عمق محبته للناس. فمن أجل محبته لهم سعي لخلاصهم. ومن أجل محبته لهم أخلى ذاته، وأخذ شكل العبد، ونزل من السماء، وتجسد وصار في الهيئة كإنسان
إن التجسد والفداء، أساسهما محبة الله للناس. فهو من أجل محبته لنا، جاء إلينا. ومن أجل محبته لنا، مات عنا. لهذا يقول الكتاب: "هكذا أحب الله العالم... حتى بذل ابنه الوحيد..." (يو3: 16).
عجيب هو الرب في اتضاعه، عندما أخلى ذاته في ميلاده.
نزل إلى العالم بهدوء بدون ضجة، بتواضع لم يحدد من قبل موعد لمجيئه. ولد في يوم مجهول، لم تستعد له الأرض ولا السماء، دخل إلى العالم في صمت، بعيدًا عن كل مظاهر الترحيب، وبطريقة بسيطة هادئة...
دخل بنكران عجيب للذات، وكل الذين استقبلوه جماعة من الرعاة المساكين، ثم المجوس..
لم يستقبله أحد في يوم ميلاده مع أنه من أعظم الأيام إذ بدأ فيه عمل الخلاص الذي تم على الصليب.
ولد من أم فقيرة يتيمة وأصبحت جميع الأجيال تطوبها
ولد في قرية هي: "الصغرى بين رؤساء يهوذا" (مت2: 6).وسكن في الناصرة التي يعجب الناس إن أمكن أن يخرج منها شيء صالح ودعي ناصريًا
عاش في بيت نجار بسيط، حتى كانوا يعيرونه قائلين: "أليس هذا هو ابن النجار"
قضي فترة كرضيع وكطفل. ولم يستحي من ضعف الطفولة...بما فيها من احتياج إلى معونة آخرين، وهو معين الكل!
احتياج إلى رعاية أم، *وهو راعي الرعاة* احتاج إلى امرأة من صنع يديه، تحمله على يديها، وتهتم به، وهو المهتم بكل أحد.
لم يولد يسوع في قصر ملك وقيل عنه(ملك الملوك)، وإنما في مذود للبهائم.
ولكنه جعل *هذا المذود أعظم من قصور عروش الأباطرة والملوك*... اذ يأتيه الناس من مشارق الشمس إلى مغاربها ليتباركوا منه وانما جعل المذود مكانًا مقدسًا، تنحني أمامه رؤوس الأباطرة والملوك وتطلب بركة ترابه.
يا له من ميلاد عجيب
يسوع سمي ايضا" عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا" (مت1: 23).
جميل هذا الاسم الذي دعي به السيد المسيح في مولده، عمانوئيل، الله معنا. اسم فيه الكثير من التعزية، إذ فيه الكثير من حب الله لنا. إن بركة عيد الميلاد هي: أن نشعر أن المسيح هو الله معنا، الله في وسطنا، ساكن معنا، وساكن فينا.
ونحن نحتفل بميلاد السيد المسيح نتساءل ما هي الأسباب التي دعت رب المجد أن يتخذ جسدًا ويحل بيننا، ويصير في الهيئة كإنسان، ويولد من امرأة كبني البشر؟
لا شك أن الفداء هو السبب الأساسي للتجسد. جاء الرب إلى العالم ليخلص الخطاة، جاء ليفديهم، جاء ليموت وليبذل نفسه عن كثيرين. جاء السيد المسيح ليوفي العدل الإلهي، وليصالح السماء والأرض.
كان ميلاد المسيح سبب فرح للمجوس، وسبب اضطراب لهيرودس! فقال هيرودس أهو ملك حقًا؟ وهل يوجد ملك غيري؟! وكيف أتركه يملك؟! إن هذا مستحيل. لذلك اضطرب وفكر أن يقتل المسيح!
مسكين أنت يا هيرودس! هل ظننت في جهلك أن السيد المسيح قد جاء لينافسك في ملكك! حقًا إنه ملك الملوك، ولكن مملكته ليست من هذا العالم (يو18: 36). هل أنت خائف منه لئلا يأخذ عرشك ويسلبك تاجك؟ اطمئن. إن لعبة التيجان تليق بالصغار أمثالك يلهون بها. أما السيد المسيح فهو أسمى من التيجان وأسمى من العروش.
السماء هي عرشه. والأرض بما فيها عرشك هي موطئ قدميه (مت5: 34).
لقد جاء السيد المسيح من أجلك لكي يجعل نفسك طليقة تعلو في السماء كالنسور. تعلو فوق مستوى التيجان والعروش والنياشين.
كما قالت القديسه العذراء "انزل الأعزاء عن الكراسي، ورفع المتواضعين" (لو1: 52).
والعظمة صارت في الاتضاع . ووضع الرب هذه المبادئ الجملية "من رفع نفسه يتضع. ومن وضع نفسه يرتفع"، وقال "مَنْ وجد نفسه يضيعها. ومَنْ أضاع نفسه مِن أجلي يجدها".
جاء السيد المسيح له المجد لكي يعطي الرجاء لكل أحد، *ويفتح باب الخلاص أمام الكل*.إنه جاء ليخلص، يخلص الكل.
يسوع لم يقدم للناس نفسه إلهًا جبارًا يخافونه... بل قدم نفسه أبًا حنونًا يفتح لهم أحضانه، يلبسهم حلة جديدة. ويضع خاتمًا في أصابعهم، ويذبح لهم العجل المسمن
جاء إلهًا يخلص من الخطايا ويمسح كل دمعة من العيون
وهكذا ارتبط الخلاص باسم المسيح وبعمله وفدائه.
فهل يوجد ميلاد اعظم من هذا ؟!
ميلاد مجيد وكل عام وانتم بخير

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة