الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 23 / أبريل 06:01

العصفور والقفص/ بقلم: رائدة عكاشة‎

كل العرب
نُشر: 08/12/16 09:55

كان يود أن يكون كما ترغب حبيبته، أن يكون كما تحلم، ولكنه لم يستطع..
أرهقته المحاولات المستمرة لإبهارها طول الوقت، لم يستطع إقناعها برؤيته للحياة.
أما هي فقد حاولتْ باستمرار أن تجعل منه شخصًا آخر لا يشبه نفسه، ألحّت عليه بشكوكها وأسئلتها التي لا تنتهي: لماذا وأين ومتى؟ ولكنّها لم تكن تحصل على إجابات مرضية.
انتظرَ، دون جدوى، أن تطلق سراحه لبعض الوقت، لم يزده إلحاحها إلا بعدًا، شعر أنّها أفسدت حياته، وأن لا شيء بات قادرًا على إزالة الحاجز الذي بدأ يرتفع بينهما.
كثيرًا ما أخبرها أنه ليس سوى رجل يحبّ الحرية، أخبرها أن فكرة الزواج لم تقنعه، وأن فكرة العائلة ليست محط استقرار حياته، وأنها حبيبته التي تمتدّ أجنحة حبّها خارج هذه الأقفاص.
بعد أن انقطع عنها زمنًا كتب لها:
"كان حبك يدفعني ألا أرى أحدًا سواك من النساء، أحببت معك أن أكون على عفويتي، أن أحبّك دون قيود..
صار حبّك قيدي وقفصي، وحين هربت منه استيقظت لأجد امرأة أخرى في فراشي تسمّى زوجتي.
رحت أتأمل تلك التي هَرَبتُ إليها منكِ، فاستيقظ الوجع المتلاطم داخلي، مثل جوقة تغني مقطوعة بؤس أبدي".

مقالات متعلقة