عندما يكون امامنا احتمال لشعور ملموس مقابل شعور غير محسوس، فإننا سنفضل الاختيار الأول

طرح السؤال: "هل آكل أم لا آكل" هو خطأ، وعلينا إعادة صياغته ليكون: "هل آكل أم أفعل شيئًا آخر؟"، على اعتبار أن كلمة السّر في هذا السياق هي البديل عن تناول الطعام

يقول الخبراء إن موضوع تناول الطعام الشهي هو قضية نفسية، إذ عندما نقف أمام ألذ وأطيب المأكولات، غالبًا ما نسأل أنفسنا عدة أسألة وعلى رأسها: "هل أتناول هذه القطعة من الطعام، كالشوكولاطة على سبيل المثال لا الحصر، أم لا أتناولها". ويقول الخبراء في هذا السياق إن "مجرّد طرح هذا السؤال، هو فكرة خاطئة، لماذا؟ لأن الإجابة عليه ستكون غالبًا نعم سأتناول هذه القطعة من الطعام".

ويقول الخبراء: "عندما يواجه الأشخاص إغراءً أمام الطعام الشهي فإن الفرد يسأل نفسه ماذا سأربح لو تناولت هذه الوجبة؟ والإجابة حتمًا ستكون، الشعور الملموس والمحسوس من المتعة واللذة. وعليه فإن غالبية الأشخاص سيتناولون الطعام، لأنهم لا يسألون أنفسهم على أرض الواقع، ماذا سنربح لو لم نتناولها خصوصًا وأن الربح في حالة عدم الأكل لن يكون محسوسًا وملموسًا، وغالبًا سيكون شعورًا بعدم الرضا بل والانزعاج".

ويلفت الخبراء إلى أنه "عندما يكون امامنا احتمال لشعور ملموس مقابل شعور غير محسوس، فإننا سنفضل الاختيار الأول، وأفضل مثال على ذلك هو الطفل، إذ لا يستطيع الأهل أن يأخذوا من طفلهم لعبة من يده دون إعطائه البديل. فإذا أراد الأهل أخذ اللعبة من يد طفلهم، سيعطونه شيئًا آخر في المقابل".

وعلى هذا الأساس، يقول الخبرا إن طرح السؤال: "هل آكل أم لا آكل" هو خطأ، وعلينا إعادة صياغته ليكون: "هل آكل أم أفعل شيئًا آخر؟"، على اعتبار أن كلمة السّر في هذا السياق هي البديل عن تناول الطعام، على أن يكون البديل ملموسًا. ويمكننا أن نسأل أنفسنا مجموعة من هذه الأسئلة:

هل أريد أن آكل، أم أستحم بالماء الدافىء؟
هل أريد أن آكل، أم أتصل بأحد الأصدقاء؟
هل أريد أن آكل هذه القطعة بالذات أم أن شيئًا آخر سيمنحني شعورًا بالاكتفاء؟
هل أريد أن آكل، أم أشاهد برنامجًا تلفزيونيًا؟
هل أريد أن آكل، أم أشرب شيئًا ساخنًا؟