الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 13:01

لنْ تسكتَ المَآذن/ بقلم: أزهارأبوالخير- شَعبان

كل العرب
نُشر: 26/11/16 08:34

أزهارأبوالخير- شَعبان في مقالها:

قراراتهُم المُقرفة كلّ فترَة وَجيزة باتت تؤكد العُنصريّة المُقزّزة الكامِنة في داخِل كلّ مُتطرّف فيهم!

القَرار العُنصري المُجحِف بحَق المُسلمين وَالدّيانة الإسلاميّة عامّة، لنْ يَمُر، شاءَ مَن شاء وَأبى مَن أبى

قرار إسكات المَآذن ما هُوَ إلا مَدخل تمهيدا لمَنع مَأذنة الجامِع الأقصى أولاً وَأخيرًا من إصدار الآذان، الأمر الذي سَوف يُهمّشنا أو يَلغينا تمامًا وَتراثنا

هَل الدّولة حائِزة عَلى جوائز وَشهادات وَاعترافات بأنّها خمس نجوم لا تشوبها أية شائبة وَبدون أية مَشاكل أو عَراقيل وَلم يبقَ إلا صَوت المآذن الشّيء الوَحيد الذي يُشوّه ذاك الكمال المُدهش؟!

لم أوَد في البدايَة الكتابَة عَن هذا المَوضوع صَراحة، لأنّني لمْ أرَ أنا شخصيًا أنهُ مَوضوع يَستحقُ الثّرثرة بهِ أكثر مِن اللازم فقرارهُم باطِل مُنذ أن كانَ مُجرّد فِكرة، إلا أنّني قرّرتُ الكِتابة وَضَمّ صَوتي للتأكيد عَلى أنّ هُناك أصوات إن أرادَت أن تتكلم سَوف تتكلم وإن أرادَت أن تلغي سَوف تلغي قرارات أيضًا فنحنُ رُغم أنّنا الأقليّة هُنا إلا أنّنا لسنا بعاجِزين!

القَرار العُنصري المُجحِف بحَق المُسلمين وَالدّيانة الإسلاميّة عامّة، لنْ يَمُر، شاءَ مَن شاء وَأبى مَن أبى. عَلى هذهِ الأرض وَفوقَ ترابها وَبَين مَبانيها وَجُدرانها وَأشجارها وَيَنابيعها وَبَحرها وَتحت سَمائِها كنا مُنذ آلاف السّنين وَسَوف نَبقى. امتدادًا لأجدادنا، لتراثنا سَوف نبقى، فبهذهِ الأرض لنا حَقّ شَرعيّ لا يُمكن المُساوَمَة عَليهِ أبدًا.
لم أتعجّب صَراحَة عِندما سَمعت بطرح مِثل هذا القرار العُنصري في الكِنسيت لأنهُ وَكما يَعلم الجَميع ومنذ عام 1948 وَالقرارات العُنصريّة تتوالى عَلى مُجتمعنا العَرَبي واحدًا تلوَ الآخر.

إذا كانت الدّولة تقتادُ بمثل هؤلاء المُتطرفين في الحُكومَة لإدارة شؤون المُجتمعات داخِل الدولة فلا عَتب عَلى باقي الشّعب إذا حَمَل فِكرَة الكراهية اتجاه العَرَب!

حُكومَة عُنصريّة رُغم أنها تتضمّن مُجتمع عَرَبي كامِل بأطيافهِ وَمِنهُم مَن يَخدم في الجَيش طوعًا كان أو العَكس دونَ أن تأخذ بالاعتبار احترامها لدينهم وَطقوسهِم.

لطالما كانت سِياسَة الحكومة تحتَ غِطاء يُسمّى الدّيمقراطية، فهل المسّ بالشّعائر الدّينيّة لدى الآخر يَندرجُ تحت طائِلة الدّيمقراطية أيضًا؟! قرار (إسكات المَآذن) ما هُوَ إلا مَدخل تمهيدا لمَنع مَأذنة الجامِع الأقصى أولاً وَأخيرًا من إصدار الآذان، الأمر الذي سَوف يُهمّشنا أو يَلغينا تمامًا وَتراثنا!

الآذان هُوَ بمَثابة هويّة وَدين وَتعريف وَحُريّة وَعبادة وَتراث وَلا يُمكن لأيّ أحَد طمس كلّ هذهِ الأشياء. فإذا بدأنا بإلغاء الآذان لا عَجَب أن نصِل إلى إسْكات أجراس الكنائِس أيضًا!! سُؤال يُراود ذهني مُنذ سَماعي بالقرار، هَل الدّولة حائِزة عَلى جوائز وَشهادات وَاعترافات بأنّها خمس نجوم لا تشوبها أية شائبة وَبدون أية مَشاكل أو عَراقيل وَلم يبقَ إلا صَوت المآذن الشّيء الوَحيد الذي يُشوّه ذاك الكمال المُدهش؟!! حقا يا للسّخرية!

لتنظر الحكومة عَلى الجَرائم وَهَوَلها!

لتنظر عَلى السّلوك الهابط في المُجتمَعات عَلى حَد سواء!

لتكترث بمُخصّصات المُسنين وَالمَرضى!

لترفع المَعاشات قليلاً!

لتحاول إلغاء الواسطات!

لتخفض أسعار البنزين!

أظنّ أن هذا أهَم وَأفضل بكثير لها وَلنا كمُواطنين أيضًا من إطلاق قرارات فارغة.

عَلى الحكومة أن تدرك تمامًا أنّ كل قرار عُنصري مِن هذا النّوع يُحاول المسّ بأيّ مُكوّن مِن مُكوّنات المُجتمع العَربي سَوف يُقابل بالرّفض وَالمظاهرات وَلن يَزيدنا إلا توحيدًا عَلى رَأي واحِد وَليسَ كما تهدف هيَ بالتفرقة!
مَن يَعيش في مُدن مُختلطة يُدرك تمامًا أن ما تقام عَليه الأعياد اليهوديّة وَطقوسها ليسَت أقل مِن إزعاج بَسيط قد يَصدر مِن آذان الفجر! لذلكَ احترام الأديان وَتقبلها هُوَ الحَل الأنقى وَالأجمَل لِكلا الطرَفين.

احترام الآخر يَجب أن يَكون لفكرهِ وَلإنسانيتهِ وَرأيهِ وَدينهِ وَعبادتهِ وَعرقهِ وَهويتهِ وَطريقة مُمارسة طقوسهِ الدينيّة وَبالتالي احترام الآخر لا يَجب أن يقتصر فقط على طرَف مُعيّن بَل يَجب أن يكون مُتبادَل ليكونَ فعليًا حَقيقيّا بكلّ مَعنى الكلمَة!

تَعظيمهُم لقضاياهُم الدّينيّة التي تخصّهُم جَعَلَ مِنهُم قوّة تتجرّأ عَلى رَفع قرار عُنصري مِثل قانون (إسكات المآذن)!!

قراراتهُم المُقرفة كلّ فترَة وَجيزة باتت تؤكد العُنصريّة المُقزّزة الكامِنة في داخِل كلّ مُتطرّف فيهم!
مَهما فعَلت الحكومَة سَوف نبقى هنا.

عِلّة كنّا أو دَواء سَوف نَبقى!

بحُلونا، بمُرّنا سَوف نَبقى!

لذلكَ لا داعِي لكلّ هذهِ التفاهات الحُكوميّة التي تتمَثل بقرارات عُنصريّة فاضِحَة لأنّ المآذن لم ولن تسكت أبدًا.

عَكّا

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة