الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 08:01

التحالف بين أبو مازن وحماس أهمية/ بقلم: هاني العقاد

كل العرب
نُشر: 30/10/16 11:45,  حُتلن: 07:41

د.هاني العقاد في مقاله: 

لا تستطيع حماس كرقم هام في خارطة معادلة التحالفات الفلسطينية أن تعقد إتفاقا استراتيجيا مع دحلان لأن البرامج بين الطرفين مختلفة تمامًا

لا يمكن أن تفرط حماس بالشرعية الفلسطينية مقابل تحالف بني على أساس دفع أبو مازن للقدوم الى أحضان حماس لتحقيق شراكة أساسها الحكم

لعل إختيار الرئيس أبو مازن التوجه الى محور تركيا قطر جاء في اللحظة الهامة والمفصلية في تاريخ القضية الفلسطينية لما لهم من ثقل في العلاقة على حماس ودورهما المحوري في المنطقة

تتعقد خيوط المشهد الفلسطيني الداخلي أكثر فأكثر وتتكشف ما بين هذه الخيوط صور لمشاهد مختلفة البرامج بعضها يحاول إنقاذ وطن من التصفية وبعضها يدعي إنقاذ وطن من التفرد مع أن تمهيد الطريق ليحكم دعاة التخلص من التفرد بات صورة واضحة من بين تلك الصور، في ظل كل هذا التباين هناك ترجمة لبعض التحالفات التي أخذت تعلوا سطح المسرح السياسي الفلسطيني، البعض يفهما والبعض يحتار في فهمها وآخرون لا يكترثون، لان حياتهم لم يعد لها معني في ظل كل ذلك لانهم فقدوا الثقة في كل السياسيين والفصائل وكل الزعماء مهما كان إنتمائهم، الأيام القادمة قادرة على كشف مزيد من الإيضاحات وفك التعقيدات التي تحير الكثيرين حول هذه التحالفات وكثير من الأوراق سيتم قراءتها بشكل صحيح وبعض الأوراق قد يلتبس على الكثيرين فهم معاني المفردات التي كتبت بها لغتها، كل هذه الأوراق تحاول تشويه الشرعية والعمل خلف خطوطها وإفشال برامجها السياسية على المستوي الداخلي وحتى الخارجي، ولعل المفهوم أن هناك برامج غير فلسطينية منذ أن حاولت القوي الأربع العربية التدخل بالشأن الفلسطيني وحتى اليوم وهذه البرامج بدأت ذلك تتضح خاصة بعد مؤتمر مركز الدراسات القومي لدراسات الشرق الأوسط الذي رعته المخابرات المصرية.

يعتقد البعض من خلال ما يوحي به أنصار محمد دحلان أن هناك شكل من أشكال التوافق المبدئي بين دحلان وحماس برعاية مصرية اماراتية يسمح لانصار هذا الرجل من خلال هذا التوافق أن يؤسسوا لهم قاعدة كبيرة في غزة يمارسوا من خلالها كل فعالياتهم المعارضة للرئيس أبو مازن  إنطلاقا من قطاع غزة دون مضايقات أجهزة الأمن هناك مقابل بعض تحسين وتلطيف الأجواء بين حماس والقاهرة وخاصة ملف معبر رفح الذي يعتبر من أهم ما تحاول حماس حل مشكلة فتحه، ولعل مصر رحبت بأكثر من هذا من مجرد فتحه بعض الأيام أمام المسافرين على أن يتحول الى معبر تجاري يلاصق منطقة حرة حقيقية تساهم في رفع الحصار عن غزة وتسمح بنمو وتطور الحياة الإقتصادية والإجتماعية في غزة، وقد يكون ملف المخطوفين الأربعة من بين هذه الملفات بالإضافة الى أحكام تأمين الحدود بين غزة ومصر البحرية والبرية على السواء، لا أعتقد أن تفاهمات دحلان مصر وحماس تعدت أكثر من ذلك فلا سفارة لمصر في غزة ولا حكومة جديدة يراسها الدحلان وتعترف بها مصر والرباعية العربية إنطلاقا لإزاحة أبو مازن عن الحكم فهذا أمر في غاية الخطورة لا تستطيع مصر ولا الرباعية العربية تحمل تبعياته، نعم يبدو هذا مزعجًا لأبو مازن كثيرًا وخاصة أن الرجل على طريق عقد المؤتمر السابع لحركة فتح وتحديث قيادتها ديمقراطيًا.

لا تستطيع حماس كرقم هام في خارطة معادلة التحالفات الفلسطينية  أن تعقد إتفاقا استراتيجيا مع دحلان لأن البرامج بين الطرفين مختلفة تمامًا ولا يمكن أن تفرط حماس بالشرعية الفلسطينية مقابل تحالف بني على أساس دفع أبو مازن للقدوم الى أحضان حماس لتحقيق شراكة أساسها الحكم بإعتبار أن التحالف بين حماس والرئيس أبو مازن هو التحالف الطبيعي لتحقيق أكثر من هدف، أول هذه الأهداف إستعادة الوحدة الوطنية التي لام الكثيرون على حماس في ضياعها، وثانيها إثبات حماس للعالم أنها حركة تريد العيش في هدوء بعكس ما تزعم اسرائيل، هنا أصبحت حماس اللاعب الأهم والمطلوب في كل تلك التحالفات لعدة أسباب أولها أنها تطبق سياسة الأمر الواقع في غزة وكحركة لها وجودها في الضفة الغربية وقطاع غزة الذي لا ينكره أحد بغض النظر عن تاريخ الأحداث التي واكبت السيطرة على غزة، كل ذلك يجعل التوجه لهذه الحركة مهم في المرحلة الحالية، أعتقد أن أبو مازن فهم المؤامرة حسب ما كتب المحلل السياسي لموقع واللا العبري افي بيساخروف ويدرك أن تحالفه مع حماس سيغلق الطريق أمام وصول دحلان وأنصاره للحكم وسوف يثبت خطأ نظرية الرباعية العربية التي بنيت على معطيات خاطئة بتوجيه وتكبير خلايا فلسطينية تعمل بالأجر لتحقيق سياستها في التطبيع غير المشروط مع إسرائيل وسيعتبر أي تدخل بعد تحقيق الوحدة الوطنية تدحلا يصب في مصلحة اسرائيل ولعل وجود حماس في الحكم يعني لأبو مازن والكثيرين من الفلسطينيين إبعاد شبح تصفية القضية وسرقة القرار الفلسطيني المستقل وهنا سيكون من المستحيل أن تقبل كل من فتح وحماس بعودة دحلان الى المسرح السياسي إلا من خلال حزب سياسي جديد، أو الأطر الديموقراطية وهذا يحتاج الى زمن ومال كبيرين.

لعل إختيار الرئيس أبو مازن التوجه الى محور تركيا قطر جاء في اللحظة الهامة والمفصلية في تاريخ القضية الفلسطينية لما لهم من ثقل في العلاقة على حماس ودورهما المحوري في المنطقة ولم يأتي إلا بعدما أيقن الرجل أن هناك تدخلا غير نظيف من قبل بعض الأطراف العربية لصالح تيار فلسطينيي أسس لإمبراطورية كبيرة قامت على أساس غير نظيف بمال غير شرعي ودور غير وطني، ولم يكن الخيار صعب أمام أبو مازن فقد جاء طبيعيا وكما يتوقع الكثيرين هذا مع أن الهجوم على أبو مازن سوف يتضاعف المرحلة المقبلة إذا ما تم التحالف وشكلت حكومة وحدة وطنية وعقد المؤتمر سابع وجرت الإنتخابات العامة وتم إعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية بمشاركة الكل الفلسطيني بما في ذلك حماس والجهاد الاسلامي، بعد ذلك لم يبقي أمام دحلان إلا الدخول هو وأنصاره من البوابة الشرعية والإلتحاق بمسيرة الكل الفلسطيني.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة