الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 09:01

أي ضمانات لرئاسة الحكومة الأولى في عهد عون ؟/ سابين عويس

كل العرب
نُشر: 20/10/16 09:11,  حُتلن: 09:15

سابين عويس:

المؤشرات المحلية التي عززتها مبادرة الحريري، معطوفة على معلومات تشي بسحب يد سعودية من الملف اللبناني

هواجس كثيرة تشغل "المستقبليين"، ماذا عن المحكمة الدولية؟ وماذا عن الموقف من سوريا ونظام الاسد، وتورط "حزب الله" في سوريا ودول الخليج؟

كل المؤشرات المحلية تدل على أن العماد ميشال عون بات قريبا جدا من تتويج مسيرته في اتجاه قصر بعبدا. لم يعد السؤال الذي يشغل الاوساط السياسية يتمحور حول هذه المعركة التي باتت شبه محسومة، ولم يعد ينقصها لتكتمل فصولها إلا الاعلان الرسمي للرئيس سعد الحريري المرتقب اليوم. حتى موقف الرئيس نبيه بري لن يكون معطلاً للانتخاب بما أنه التزم النزول إلى البرلمان مع كتلته لتأمين النصاب، وإن التزم في المقابل عدم التصويت لعون.

في المقابل، كل المؤشرات الاقليمية تدل على العكس، ولا سيما على محور الصراع السعودي - الايراني، رغم المواقف الديبلوماسية التي تبلورت في اليومين الأخيرين، إذ اتضح أن ثمة موقفا أميركيا وأمميا وفرنسيا ليس مؤيدا ولا معارضا بل فاتر حيال احتمال وصول عون الى الرئاسة.
ولكن إذا صدقت المؤشرات المحلية التي عززتها مبادرة الحريري، معطوفة على معلومات تشي بسحب يد سعودية من الملف اللبناني، فإن الاهتمام ينصب اليوم على مرحلة ما بعد الانتخاب، وما ستحمله من دفع أثمان للتسوية الرئاسية، وحسابات الربح والخسارة لكل فريق شارك في التسوية أو بقي خارجها.
أول عناوين هذه المرحلة يتوقف على مصير بنود سلة التفاهمات التي سبق لرئيس المجلس أن طرحها وسقطت أمام التفاهم الثنائي بين عون والحريري، ومن ضمنها رئاسة الحكومة وقانون الانتخاب.
وإذا كان ثمة من يرى أن عودة الحريري إلى الحكم مقرونة بالتحالف مع "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" بطبيعة الحال (كنتيجة حتمية لتحالف عون- جعجع) ستعزز موقعه في الانتخابات النيابية المقبلة، فإن السؤال الذي يشغل الاوساط المستقبلية ويقلق الفريق المتحفظ عن ترشيح عون يكمن في ما ستحمله المرحلة المقبلة من مفاجآت على صعيد رئاسة الحكومة.
ويعزو هذا الفريق قلقه إلى عدم وجود ضمانات حيال تسمية الحريري رئيسا للحكومة في حكومة العهد الاولى. ذلك أنه دون هذا الامر محاذير عديدة لا يتحمل عون وحده مسؤولية حلها.
لا يرتاح الفريق المتحفظ داخل "تيار المستقبل" إلى ما يحكى عن تفاهمات حصلت بين عون والحريري بالنسبة الى مرحلة ما بعد الرئاسة. فهو لا يركن إلى ضمانات تؤكد تسمية الحريري لرئاسة الحكومة.
ويقلق هذا الفريق أيضا انزعاج رئيس المجلس مما سماه ثنائية عون – الحريري، التي تذكر بري بثنائية 1943 المارونية - السنية. ولا يكفي أن ينفي بري الكلام المنسوب إليه لكي يسقط هذا الهاجس لدى أحد ركني الثنائية الشيعية.
مبعث القلق في الوسط "المستقبلي" المتحفظ، أن خروج بري عن التسوية الرئاسية وعدم مبادرة الحريري إلى إشراكه في تفاصيلها كما فعل سابقا في مسار التفاوض مع النائب سليمان فرنجية، سيدفعان رئيس المجلس إلى الامتناع ربما عن تسمية الحريري او حتى العمل لدعم وصوله رئيسا للحكومة، ممثلا أول للطائفة. والمعلوم أن بري كان من ابرز الداعمين للحريري، وكان على تواصل وتشاور دائمين معه. ويشعر الرجل بالخيبة لاستبعاده عن التفاهم الحريري - العوني وعدم إقامة اعتبار له في هذه التسوية.
يضاف إلى هذا العامل، الهاجس الثاني والأهم ربما الذي يقلق "المستقبليين"، والمتعلق بانعدام الثقة بأي ضمانات يمكن أن تعطى للحريري، حتى لو كانت علنية.
فعون الذي أبلغ الحريري بموافقة "حزب الله" على تسميته للحكومة، لا يمكن أن يضمن هذا الالتزام. ثمة تجربة ماثلة أمام "المستقبليين" المتوجسين تعود إلى الإسقاط المدوي لحكومة الحريري عام 2011، والتي شارك فيها وزراء عون الى جانب وزراء الحزب، رغم الضمانات التي تم التزامها في مؤتمر الدوحة. وبالتالي، أي ضمانات يمكن ان يركن اليها الحريري؟ وماذا لو تم انتخاب عون ولم يتم تسهيل تسمية الحريري او تسهيل تشكيل حكومته، وتجربة الرئيس تمام سلام لا تزال ماثلة، إذ أمضى الرجل 11 شهرا لتأليف حكومته؟
هواجس كثيرة تشغل "المستقبليين"، ماذا عن المحكمة الدولية؟ وماذا عن الموقف من سوريا ونظام الاسد، وتورط "حزب الله" في سوريا ودول الخليج؟

نقلا عن جريدة النهار

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net


مقالات متعلقة