الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 03:02

أحلام مبتورة الأطراف/ بقلم: جنان سجيع أبو ليل

كل العرب
نُشر: 17/10/16 16:20,  حُتلن: 16:34

هل حدث يوما ان رأيت حلمك يتلاشى؟! حجمه الذي كان كبيرا بات يتقلص وينزوي في احدى الزوايا المتراكم بها الحطام!؟ هل حدث أن اصبح مجرد حطاما، بهت نوره الذي امدك لسنوات بالامل!؟ بُترت منه يد العطاء وبات يضغط بقوة على جدران قلبك كأنه صخرة حديدية ثقيلة جدا؟ هل دُعيت مرة لتشييع جثمان حلم احدهم؟ هل حضرت جنازة كهذه يوما؟!

تخيل معي أن قاتل الحلم هو الذي يقف ليستقبل المعزّين، وهو اول من ارتدى ألوان الربيع وهو الذي حفر القبر بكل سرور ودموع السعادة تنهمر على خديه كالشلال!! جنازة الاحلام لا تفوّت يا صديقي، فبها لن تسمع نحيبا... سيعلو صوت الفرح على كل شيء. ففي مجتمعي ان يموت حلما كولادة الذكر!

تخيلوا معي! حجم السعادة التي تدخل للقلوب بولادة ذكر وحجم الخيبة التي تحتل العيون عند ولادة الفتاة!

في جنازة الحلم بعد مغادرة الجميع ستسمع نحيبا يكاد ينقطع، وجسد منكمش على نفسه يواسي خيبته ويبكي! يبكي وفاة حلمه بصمت وكبت. سترى جسدا لشخص اذا ما نظرت داخل عينيه ستكتشف حجم خسارته، ان تخسر حلما اي ان تفقد ماضيك وحاضرك وكل المستقبل. تُرى!!؟ مَــن منا قادر على هذا النوع من الفقد!؟ ألم الفقد لا يضاهيه الم الموت لكن، مـَن في هذا المجتمع يأبه لما يقوله القلب وما تكبته العين؟ من يأبه في ان تفقد كل الازمنة؟
من سيعزّيك باستشهاد حلمك ان كانوا جميعهم القتلة؟!

عندما تفقد حلما اي انك خسرت الحرب امام مجتمع باكمله كان يدس لك بفناجين قهوتك الصباحية كبسولات الفشل، فتتخدر أطراف احلامك إلى ان تصبح مبتورة... وانت لانك طيب الى حد الغباء كنت تشرب وانت تعلم! واصحاب هذا المجتمع "الظريف" يحتفلون بانتصارهم ويُثيرون الضجة في الشوارع كي لا يسمع احدهم نحيبك!

هل جربت ان تراقب حلما وهو يحتضر أمامك؟ هل رأيت حلمك انت وهو يُغتصب؟؟ هل سمعت نجدته وهو يطلق صوت الحشرجة!؟ هل تألمت وكأن روحك تصعد الى السماء ذهابا وإيابا دون كلل؟ هل شعرت يوما ان احلامك مبتورة الأطراف وعاجزة عن النجاة؟

انا فعلت !! فهل هناك من يعزّيني؟ 

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.ne


مقالات متعلقة