الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 06:02

الانحِطاط الأخلاقي، الى أين!؟/ بقلم: إبراهيم حسن قِيّم

كل العرب
نُشر: 25/09/16 13:26,  حُتلن: 08:16

إبراهيم حسن قِيّم في مقاله:

لقد إرتَوينا من المقالات والخطابات عن الآداب والاخلاق، لقد شبعنا من الإتهامات للاجهزة الحكومية بالتقصير وإن كانت على ذلك 

نحن الآن نقف على مُفترق طرق هام بحياتنا فإما النَجاة من مُستنقعات الظلام ونَعتَلي قوارب العقل الدين وإما ضياع البوصلة وفعلاً تكون النهاية الغير مَرجُوّة

لنُعيد حساباتنا وتربيتنا لأولادنا وقبل كل كذلك لنُهذب أنفسنا ونُطهر ذاتنا من حقد الأيام ونَطلُوها بالسماحة والموَدّة

علينا جميعاً أن نبدأ بأنفُسنا لنكون أسيادٌ لقلوبنا ونُشعِل قناديل الإنسانية فيها لتُضيء صدورنا بالمحبة والأخوة ونعمرّها بالدين 

لا عَجَب أننا نَسمَع يومياً بفاجعةٍ جديدة وفُقدان لقُدسيّة أشياء عديدة في حياتنا اليومية وحوادث تجعل العقل يتوقف عن التفكير.

بِتنا نَشعُر بالاشمئزاز مما يَدور من حولنا، من حوادث قَتل ونَهب ودمار وتَنكيل بِحَق حُرمة الإنسان التي خلقها الله.
خبرٌ يتحدث عن مقتل أمٍ لأربعة أطفال أمام صغارها ، وأخرى حامل بالشهر التاسع تَلقى ربها وجٓنينها طعناً، أصحاب إعاقاتٍ مُكبلون بالسلاسلِ الحديدة في كُهوف وبيوت لا تَصلُح حتى للبَهائِم، وَأد للبنات والنساء، قتل ودهس بسبب أتفه الأسباب، والعديد من الحوادث والمصائب.

لقد إرتَوينا من المقالات والخطابات عن الآداب والاخلاق، لقد شبعنا من الإتهامات للاجهزة الحكومية بالتقصير وإن كانت على ذلك. لقد أصابنا الدُوار من كثرة الحَديث من أصحاب المناصب المَرموقَة ووِلاة الأمر من الشخصيات الإجتماعية والمعتبرة ،المعلمين والمثقفين ،المُفكرين وخطباء المنابر والبرلمانيون وتُجار الإعلام، جميعهم في صف المُتحدث ، وهل من مَخرَج لحالِنا؟

لنعتَرف جميعاً أننا سقطنا مُجتمعياً في مُستَنقع الهلاك ، مُستَنقع الإنحطاط الأخلاقي .
ماذا بعد ذلك؟
لقد فَقَد كل شي معناه وقيمَتُه وأخشى ما أخشاه بأن يتبقى سُوى إنتِظار النهاية، نهاية المجتمع والاسرة والأجيال القادمة.
نحن الآن نقف على مُفترق طرق هام بحياتنا فإما النَجاة من مُستنقعات الظلام ونَعتَلي قوارب العقل الدين وإما ضياع البوصلة وفعلاً تكون النهاية الغير مَرجُوّة. فالإنسان إبن لبيئَتِهِ ، الصالح والطالح إكتسب صفات وأطباع البيئة المُحيطة به إبتداءً من البيت الى الشارع فالمدرسة فالبلدة حتى شَبّ على ما شآبَ عليه سَلَفه.

أصبحنا نتسائل، أهُناك كبير سَنحترمُه بعد اليوم ؟ أهناك أب وأم نخاف منهم؟ أهُنك دين نتبعة؟ أهُناك قوانين نراعيها؟ أهناك شي له قيمه سنحترمه؟ ما حال الإنسانية بربكُم؟ تنزِف والله.

لنُعيد حساباتنا وتربيتنا لأولادنا وقبل كل كذلك لنُهذب أنفسنا ونُطهر ذاتنا من حقد الأيام ونَطلُوها بالسماحة والموَدّة، علينا جميعاً أن نبدأ بأنفُسنا لنكون أسيادٌ لقلوبنا ونُشعِل قناديل الإنسانية فيها لتُضيء صدورنا بالمحبة والأخوة ونعمرّها بالدين الذي جاء ليُتمم مكارم الأخلاق وينهى عن الفُسوق وظلم الإنسان ونبدأ بخَط مسارٍ جديد مُزيّن بالعقل ومُكلل بالدين ومخافَة الرحمٰن.
أختم بقول شوقي ،إنما الأمَم الاخلاقُ ما بقيت ، فإن هُمُ ذهبَت أخلاقهُم ذَهبوا .

قرية العزير

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة