الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 10:02

المركز الجديد - مواقف العرب مواطني دولة إسرائيل/ بقلم: ب. يديديا شتيرن

كل العرب
نُشر: 25/09/16 13:19,  حُتلن: 07:25

ب. يديديا شتيرن في مقاله:

العرب من مواطني دولة إسرائيل هم الأكثر تفاؤلاً بالمستقبل المشترك. ففي حين يؤيد حوالي نصف الفلسطينيين ونصف اليهود في إسرائيل حل الدولتين، فإن الأغلبية الساحقة من مواطني إسرائيل العرب تتبنى هذا الحل

يتصف المواطنون العرب في إسرائيل بمواقف معتدلة ومستقلة وغير عدوانية. هذا الصوت لا يمت بصلة للصورة التي يحاول أن يرسمها لهم المجعجعون اليهود من اليمين والمجعجعون العرب من اليسار

نجد عند العرب في إسرائيل هوية مدنية إسرائيلية إلى لجانب هوية وطنية فلسطينية. يحاول البعض توضيح معنى هذه الهوية المعقدة على نحو أكثر دقة، قائلين بأن هناك اليهود الذين يطالبون ب"الولاء" للدولة كشرط لمنح الحقوق المتساوية للمواطنين العرب من جانب، والعرب الذين يطالبون بإلغاء الطابع اليهودي للدولة كشرط للتعاون معها، من جانب آخر.
ويحاول هؤلاء وهؤلاء وضع العلاقات بين اليهود والعرب في إسرائيل في مهب زوبعة عاطفية جامحة مبنية على الشك. ولا يشارك في هذه اللعبة المتطرفون فقط من أمثال أورن وحنين، حنين وأورن، وإنما أيضًا قطاعات واسعة من السياسيين اليهود والعرب، ممن يحفرون خنادق الكراهية والاغتراب.

ومع ذلك فإن استطلاعًا مشتركًا للرأي العام الفلسطيني-الإسرائيلي أجرته البروفيسور هرمان من المعهد الإسرائيلي للديمقراطية بالاشتراك مع الدكتور الشقاقي من المركز الفلسطيني للابحاث السياسية والتطبيقية، ونُشرت نتائجه الأسبوع الماضي، قد كشف حقيقة مذهلة، مفادها أن مواطني اسرائيل العرب ، من حيث مواقفهم من "الصراع" ومن العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين، يشكلون وبوضوح مجموعة مركز ففي سخنين، والناصرة وكفر ياسيف ورهط تعيش مجموعة كبيرة تحمل آراء تختلف اختلافًا كبيرًا عن آراء اليهود الإسرائيليين وكذلك الفلسطينيين في الضفة وفي قطاع غزة. هذه الآراء جديرة بأقصى الاهتمام؛ إذ إنها تبث النور في واقع شديد السواد.

إن العرب من مواطني دولة إسرائيل هم الأكثر تفاؤلاً بالمستقبل المشترك. ففي حين يؤيد حوالي نصف الفلسطينيين ونصف اليهود في إسرائيل حل الدولتين، فإن الأغلبية الساحقة من مواطني إسرائيل العرب تتبنى هذا الحل. أما عند الحديث عن فكرة "رزمة حل" شامل تقدم شرحًا عامًا للعروض التي تم طرحها على طاولة المفاوضات في الجولات السابقة، فإن التأييد لها في أوساط الفلسطينيين وفي أوساط اليهود منخفض (39% في كل واحدة من المجموعتين)، في حين أن معظم (90%) مواطني الدولة العرب يتبنون هذه الفكرة. أما فكرة الاعتراف المتبادل بين الطرفين بفلسطين وبإسرائيل كوطنين قوميين لشعبيهما فتحظى بتأييد أقلية فلسطينية (40%)، وغالبية يهودية (64%) وبتأييد جميع مواطني الدولة العرب تقريبًا (91%).

وعند النظر في نقاطٍ بعينها أيضًا يتجلى تفرد المواطنين العرب في إسرائيل في مواقفهم، ففيما يتعلق بالحل الوسط في القدس، يعبر نحو 30% من الفلسطينيين ومن اليهود عن استعدادهم للقبول بأن يصبح جزءا المدينة عاصمتين للدولتين، في حين يعبر ثلاثة أرباع عرب إسرائيل عن استعدادهم للقبول بهذا الحل. أما فيما يتعلق بقضية اللاجئين، فقد تم النظر في إمكانية سماح إسرائيل بعودة 100 ألف فلسطيني ضمن خطة لم الشمل، في حين يحصل جميع من تبقوا على تعويضات وعلى الحق في العودة إلى الدولة الفلسطينية فقط. وقد وُجهت هذه الفكرة برفض اليهود (نسبة التأييد 17%)، وبآراء متباينة في أوساط الفلسطينيين (49%)، في حين دعمتها نسبة كبيرة جدًا من مواطني الدولة العرب (84%).

ما هي طموحات الفلسطينيون بشأن دولة إسرائيل على المدى البعيد؟

يبلغ عدد اليهود الذين يعتقدون بأن الفلسطينيين يرغبون في احتلال إسرائيل والقضاء على اليهود خمسة أضعاف عدد مواطني الدولة العرب الذين يعتقدون ذلك (40% مقابل 8%). وليس من شأن هذا التقليل من مستوى الخوف من الإرهاب الفلسطيني، والذي يرتفع مستواه في أوساط جميع الإسرائيليين ليبلغ 72% في أوساط اليهود، و-64% في أوساط المستوطنين و-62% في أوساط العرب مواطني إسرائيل.
وماذا عن الخوف من الآخرين من حيث هم؟ 65% من اليهود يخشون الفلسطينيين، بينما يخشى 45% من الفلسطينيين اليهود. أما مواطني الدولة العرب فلا يخافون، إذ إن 20% فقط منهم قد عبروا عن خوفهم من اليهود. وتبدو المفارقة واضحة هنا؛ ففي حين يخشى الطرفان المسلحان بعضهما البعض، فإن الأقلية القومية العربية في دولة اليهود تنعم بشعور كبير نسبيًا من الأمان. وفي النهاية، وفي حين تتدنى نسبة الثقة المتبادلة بين اليهود والفلسطينيين إلى 24% و-11% على الترتيب، فإن معظم مواطني الدولة العرب (56%) يبدون ثقتهم باليهود.

يتصف المواطنون العرب في إسرائيل بمواقف معتدلة ومستقلة وغير عدوانية. هذا الصوت لا يمت بصلة للصورة التي يحاول أن يرسمها لهم المجعجعون اليهود من اليمين والمجعجعون العرب من اليسار.

* بروفيسور يديديا شتيرن - نائب مدير المعهد الإسرائيلي للديمقراطية وأستاذ حقوق في جامعة بار-إيلان.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة