الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 16 / أبريل 14:02

تَسَاؤُلٌ/ بقلم: طلال غانم

كل العرب
نُشر: 18/09/16 19:03,  حُتلن: 07:13

مَن أنا ومَن أَكونُ ؟ أنا مخلوقٌ راقٍ أنا آلإنسانُ
أنا آبنُ صَلصَالِ آلتُّرابِ أغواني آلذَّهبُ آلأصفَرُ آلرنَّانُ
أنا آلطِّفلُ آلرَّضيعُ آلمتَطفِّلُ أنا آلرِّعديدُ أنا آلجبانُ
أنا آلمُكبَّلُ وبآلقِماطِ مُكتَّفٌ وأطبقت على أحلاميَ آلأجفانُ
أنا آلغَضُّ آلذي أحبو وأدبُّ أثِبُ وأقعُ وكأنَّني آلغرقانُ
فتَحتُ عينيَّ فآكتشَفتُ آلكوْنَ وإذ بآلكونِ قِمَمُ جِبالٍ وَوِديانُ
أنا آلذي كَبِرْتُ ونَمَوْتُ صِرتُ صَبِيَّاً وصفِّيَ آلبُستانُ
بِكَتِفي آلأيمَنِ مطرَةُ ماءٍ وبكَتِفي آلأيسَرِ آلنحيل جَزدانُ
أكبرُ وتطولُ قامَتي وأشمخُ لو أهلي حضرٌ أو عشيرَتي آلعُربانُ
إكتشَفتُ آلدُّنيا وسَمَوْتُ بها هَذَّبني شُيوخٌ وأرشَدَني رُهبانُ
تعلَّمتُ ما كُنتُ أجهَلُ رافقتني صبايا وآلخِلَّانُ صِبيانُ
صِرتُ شاباً وطَرَّ شارِبي أغرَتني مُغرَياتٌ وشَنَّفَت آذاني آلألحانُ
حَفَّزني فِكري وحثَّني فَصِرتُ لكشفِ بسَبرِ غَور الكون ظمآنُ
غَدَوتُ أكشِفُ خارِطَةَ وَطَني شمَخَت جِبالٌ وأزبدَت شُطآنُ
رَسَوتُ بميناءٍ رسَمتهُ آلطبيعةُ وأشارَ إلى حبيبتي آلبنانُ
بنَيتُ عُشَّاً وأنجبتُ أطفالاً وما عادَت أغرَتني آلحِسانُ
إرتقَيتُ وشَمختُ شِبراً شِبراً وإذ بي على عرشِ مملكَتي سُلطانُ
جُلتُ شرقاً وغرباً وارتقيتُ كأنِّي جَوادٌ ما لجَمَهُ عَنانُ
شِختُ وشحَّ رصيدُ سنيني وصارَت تضُرُّني لُحومٌ وأجبانُ
نفَّذتُ نصائحَ طبيبي وحِميَتِهِ وصارَ عدُوِّي خَمرٌ ودُخَّانُ
مَرَّت آلسُّنونُ وغدا ظهري قوسٌ وقلتُ ها قد حانَ آلأوانُ
أمهلَني ربِّي وما أهملَني وغدا هشَّاً ما كانَ صُوَّانُ
سنَدي أولادي وعُكازي يقودُني وما عُدتُ بَعدَ آليومِ سُلطانُ
زاغَ نظري وخفَّ سمَعي وصارَ بنظري آلقِطُّ سِرحانُ
إنقلبَ آلنُّورُ أسوداً داكناً وغَدا آلنهارُ واللَّيلُ سِيّانُ
بِتُّ لا أسمعُ ولا أرى لو إنبرى أو غرَّدَ آلسَمَّانُ
فقدتُ آلشَمَّ وآنحنى آلشَّمَمُ وصِرتُ أخالُ كبوشَ آلياسَمينَ بِلَّانُ
ضَعِفتُ وآلوهنُ عِبءٌ ثقيلٌ أعدو لآخِرَتي وأنا فرحانُ
عِلّةُ آلموتِ لا دواءَ لها ولو بُعِثَ وعالجَ آلعِلّةَ لُقمانُ

المغار 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net


مقالات متعلقة