الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 15:01

المربي سمعان أبو سنّة بعد تعيينه مديرًا لمدرسة المطران- النّاصرة: أعدكم بعهدٍ جديد

حاورته: مرفت أشقر-
نُشر: 26/08/16 19:03,  حُتلن: 07:16

المربي سمعان أبو سنّة:

لم يعد ينفعنا أن نهتم لموضوع الرياضيات والإنجليزية للحصول على علامة مشرّفة، بل نحتاج إلى أسلوب وطريقة جذّابة ومشوّقة

هل الطالب هو مشارك أم فقط متلقٍ؟ لا نريد جيلًا يحفظ المادّة غيبًا، بل مشاركًا وخلاقًا ومفكّرًا ويجيد حل المعضلات

المدرسة تحاول التخفيف من العبء على الأهالي ولكنها في الوقت ذاته تحتاج إلى تغطية المصاريف خصوصًا وأنّ الوزارة لا تمنحنا كل الحقوق

"أعد أن يكون عهدًا جديدًا فيه التفاهم والحوار والمحبة والتعاون، وكل ما يعود بالفائدة على الطلاب، فأنا بالأساس خرّيج مدرسة المطران العريقة منذ عام 1982، والتي ما زالت تحافظ على اسمها لامعًا في الوسط العربي عامّة والنّاصرة على وجه الخصوص، وسأضع نصب عينيّ هدفين أساسيين وهما: الإرتكاز على غرس القيم الانسانيّة والأخلاقيّة في طلابنا لخلق مستقبل أفضل، على كافّة الأصعدة، ومنها في التعامل والمحبّة والعطاء والمسؤولية والإنتماء، والشّق الثاني هو تحصيل علمي راقٍ" هذا ما أكّده المربي سمعان أبو سنّة، مدير مدرسة المطران الإكليريكيّة، الذي عيّن حديثًا لهذا المنصب، في حديث لموقع العرب وصحيفة كل العرب.


المربي سمعان أبو سنّة

وقال أبو سنّة، الذي وقع الاختيار عليه من قبل أبرشيّة الروم الكاثوليك الملكيين، مالكة المدرسة، بعد تقدّمه لمناقصة إدارة الإكليريكيّة، ردًا على سؤالنا: "محبتي الكبرى لهذه المدرسة، دفعتني للتقدّم للوظيفة، إذ رغبت في أن أكون في موقع المسؤولية هذا، لأن طلابنا يستحقون النجاحات، فهم من بيوت طيّبة، وشعبنا شعب معطاء، ومعًا من خلال الإدارة وطاقم الهيئة التدريسية والطلاب والأهل، سندخل في عهد جديد لقيادة الموكب إلى بر الأمان، وأنا أتيت لأتممّ لا لأنقض ما سبق وكان".

وشدّد المربي سمعان أبو سنّة، الذي قاد العديد من المشاريع المختلفة، التي تشدد على الناحية القيميّة للإنسان، وعلى صقل الشخصية واحترام الذات والآخر، وروح الإبداع والعطاء، على أنّ "عمليّة التعليم فيها سحر، بمعنى أن الطالب يستطيع أن يبدع، وعندما يسأل سؤالا، نرد عليه بسؤال، كما أنّ "هناك عدّة طرق للتعليم. لم يعد ينفعنا أن نهتم لموضوع الرياضيات والإنجليزية للحصول على علامة مشرّفة، بل نحتاج إلى أسلوب وطريقة جذّابة ومشوّقة، وأن نسأل: هل الطالب هو مشارك أم فقط متلقٍ؟ لا نريد جيلًا يحفظ المادّة غيبًا، بل مشاركًا وخلاقًا ومفكّرًا، ويجيد حل المعضلات".

ولفت المربي الحاصل على اللقب الأوّل في التاريخ وعلم الاجتماع من جامعة حيفا، سنة 1987 واللقب الثاني في إدارة المدارس، إلى أنّ "المعلم يجب أن يكون مثقفًا ويعرف كيف يدفع الطلاب للتفكير لأنه بهذه الطريقة تولد ثقافة الخلق والإبداع لإنشاء جيل مفكّر".

ضرورة البرامج اللا منهجية
وعن مواجهة التحديات التي تهدّد مسار التربية والتعليم في أيّامنا، قال إنّه "يجب وضع خطة عمل لزيادة البرامج اللا منهجية والتوعوية حول مساوىء كل الأمور التي تحيط بالمدرسة، فالمدرسة ليست داخل أسوار برلين، بل هي اليوم تحاور المجتمع والجمعيات ويجب أن يكون لها اتصال مع الأهل لإيجاد وطرح الحلول".

وفي ردّه على سؤال لموقع العرب وصحيفة كل العرب حول غلاء المعيشة، والتكلفة الباهظة التي يعاني منها الأهالي، عشيّة افتتاح كلّ عام دراسي، قال: "القضية المادية هي قضية شائكة والوضع الاقتصادي اليوم صعب للغاية، والمدرسة تحاول التخفيف من العبء على الأهالي ولكنها في الوقت ذاته تحتاج إلى تغطية المصاريف، خصوصًا وأنّ الوزارة لا تمنحنا كل الحقوق".

ماذا نريد من الطالب؟
ونوّه أبو سنّة بالقول: "مدرسة الواصفية الابتدائية ومدرسة الاكليريكية الثانوية، تابعتين لأبرشية الروم الكاثوليك، وهنا يطرح السؤال: ماذا نريد من الطالب الذي يأتي إلينا في الصّف السّادس، ليتخرّج من المدرسة في الثاني عشر؟ والإجابة تتلخّص بالتحصيل العلمي الراقي للالتحاق بالمعاهد العليا، إلى جانب التعامل مع القيم الإنسانية، وعلى رأسها المحبة وتحمل المسؤولية والانتماء والعطاء، وللوصول إلى هذه الغاية، لدينا الكثير من العمل والفعاليات اللا منهجية، التي تصب في هذين المبدأين. ونريد للطالب أن يكون واثقًا لأن واثق الخطوة يمشي ملكًا، وهذه مسؤوليّتنا لإيصال هذه الرسالة للطلاب".

يذكر أن أبو سنّة عمل مدرّسًا في مدرسة راهبات مار يوسف ومدرسة الإنجيلية في النّاصرة بين السّنوات 1987-1995، ثمّ انتقل إلى حيفا في عام 1995 وعلّم في راهبات الناصرة الثانوية، حتّى العام 2009، وبعدها عيّن مديرًا لمدرسة مار إلياس التي أقيمت في حينه، في حيفا، ولغاية العام 2015 والتي بدأت مع 113 طالبا وتركها مع 400 طالب، ليأتي حينها لإدارة مدرسة الواصفيّة لسنة تدريسيّة واحدة، وبعدها عيّن مديرًا لواحدة من أبرز المدارس في الوسط العربي، وكلّه أمل في إعادتها إلى أمجادها وسابق عهدها.

مقالات متعلقة