الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 22:01

الهاتف النقال في المدرسة.. ما بين الضرورة وإساءة الاستخدام/ بقلم: أمير زيان

كل العرب
نُشر: 24/08/16 13:07,  حُتلن: 15:05

أمير زيان في مقاله:

النقال يشتت ذهن الطالب داخل الصف ويضعف الفهم والاستيعاب في الحصة الدراسية ويشغل وقته

نسبة 100% تقريبًا من طلاب المرحلة الثانوية يصطحبون الهاتف النقال معهم إلى مقاعد الدراسة

النسبة الكبرى من الأهل تعارض اصطحاب الطلاب للهاتف واستخدامه في المدرسة مما يثبت المقولة كل شيء ممنوع مرغوب

كل شيء ممنوع مرغوب.. مع اقتراب نهاية العطلة الصيفية والعودة إلى مقاعد الدراسة، تتداول بعض الأهالي والمسؤولين عن هذا الشأن موضوع اصطحاب واستخدام الهاتف النقال في المدارس من قبل الطلاب، بهذا رأيت أنّه من واجبي المهني أن أطرح هذا الموضوع عليكم كأهل، معلمين ومدراء مدارس.

يعتبر الهاتف النقال من وسائل الاتصالات الحديثة والتي ساهمت في تغيير نمط الحياة اليومي والاستفادة منها، ووفرت لنا الكثير من الميزات منها الرسائل النصية والمصورة والتقاط الصور والتصوير بالفيديو وغيرها من الفوائد الأخرى، وللهاتف النقال جانبين إحداهما إيجابي والآخر سلبي، مما يستدعي تنظيم استخدامه.

أولًا أنه يشتت ذهن الطالب داخل الصف ويضعف الفهم والاستيعاب في الحصة الدراسية ويشغل وقته، يضعف من قدرات الطالب الذهنية ويزيد من اعتماده على الآخرين، يبعده عن التركيز وذلك انتظارًا للرسائل القصيرة والمكالمات الهاتفية، يضعف من قدرات الطالب الإبداعية وتنمية التفكير لديه لاعتماده الدائم على الهاتف النقال، ويؤثر على الصحة نتيجة الذبذبات والموجات الصوتية الصادرة عنه.

تبادل الرسائل النصية والصوتية والمقاطع الحركية المنافية للأخلاق وعادات المجتمع قد يؤدي بصاحبه إلى الانحراف الأخلاقي وهذا يؤدي به إلى ممارسة سلوكيات غير لائقة تربويًا واجتماعيًا تسبب في ضياع مستقبله التعليمي.

ينظر الكثير من الطلاب إلى الهاتف النقال بوصفه ضرورة لإبقاء التواصل مع الأهل في حال حصول أيّ طارئ خلال تنقلهم بين البيت والمدرسة، وأنا شخصيًا عندما كنت في المرحلة الثانوية ليس من وقت طويل كانت لي حجه كبرى في اصطحاب الهاتف النقال إلى المدرسة لكي أقوم باستخدامه في حال حصول أي طارئ ولكن رأيت أنه مصدر التشويش الأول على دراستي وبالتحديد في المرحلة الثانوية، لكن ذلك يصطدم مع حظره في البعض من المدارس التي ترى فيه كذلك أنه مصدرًا للتشويش والممارسات المنحرفة.

لا ننكر أن للهاتف النقال إيجابيات كذلك وما يميزه عن الهاتف الأرضي إمكانية الاتصال نحو أي وجهة كانت دولية أو محلية وفي أي مكان كان، دون الحاجة إلى البقاء قرب الأسلاك، والبقاء على اتصال مع العائلة، وذلك للتمكن من الإطمئنان عليهم ومتابعة أخبارهم وأماكن تواجدهم، بالإضافة إلى الوصول السريع إليهم في حالات الطوارئ المختلفة.

يتوفر في الهاتف النقال خدمة تحديد المكان، والتي تسمح بالكشف عن مكان الهاتف في حال ضياعه أو سرقته، كما ساعدت هذه الخدمة على الكشف عن مكان الجثث في العديد من حالات القتل أو الفقدان، عدا عن أنه يوفر خدمات الاتصال بالطوارئ حتى في المناطق التي لا تشمل تغطية شبكة شركة الاتصالات، ففي حال وجد الفرد نفسه في مكان ما بدون أي تغطية، يمكنه طلب أي من أرقام الطوارئ للحصول على المساعدة، وقد ساعد توفر خدمات الانترنت على الهاتف النقال في سهولة الوصول إلى أي معلومة دون الحاجة للحاسوب عن طريق موقع "جوجل" العالمي ومواقع عديدة أخرى مثل مواقع التواصل الاجتماعي الحديثة، فيس بوك، إنستاجرام، توتير وغيرها من مواقع يمكنك البحث فيها عن معلومات.

هناك في مجتمعنا فئتان منهم من يعارض اصطحاب الهاتف النقال إلى المدرسة ومنهم من يؤيد ذلك، لكل فرد منا تفكيره الخاص، وكما رأيتم أن للهاتف النقال العديد من الإيجابيات والسلبيات، لذلك قمت بإجراء إحصاء صغير واكتشفت من خلاله أن النسبة الكبرى من الأهل تعارض اصطحاب الطلاب للهاتف واستخدامه في المدرسة مما يثبت المقولة (كل شيء ممنوع مرغوب) لأننا وكما نرى اليوم أن نسبة 100% تقريبًا من طلاب المرحلة الثانوية يصطحبون الهاتف النقال معهم إلى مقاعد الدراسة.

صحفي

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة