الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 16 / أبريل 06:02

قصتنا اليوم للشطار بعنوان: الحكواتي

كل العرب
نُشر: 20/08/16 15:30,  حُتلن: 07:29

كان في قديم الزمان حطاب يخرج كلّ صباحٍ ليجمع الحطب. وذات صباحٍ خرج الحطّاب من البيت والسماء تمطر بغزارة. وعند وصوله إلى المكان الذي يجمع منه الحطب، وجد سَبعًا مُستلقيًا على الأرض.
قال السّبع للحطاب: "أريد أن أصادقك وأساعدك لأنّك فقير الحال". ففرح الحطّاب فرحًا شديدًا.


صورة توضيحيّة

أخذ السّبع يساعده إلى أن صار غنيًا.
وذات ليلةٍ كانت السّماء تمطر مطرًا غزيرًا. ففكّر السبع أن يذهب إلى بيت صديقه الحطاب. ولما أراد دخول البيت شاهد عددًا من الرجال جالسين مع الحطّاب، ففكر السبع في نفسه، وقال: "لن أدخل إلى بيت صديقي حتى لا يخاف منّي هؤلاء الرجال".
تنحّى السّبع جانبًا حتّى لا يشاهده أحد. وبدأ الرّجال يتحدّثون مع الحطّاب، فسأله أحدهم: "أيّها الحطّاب، إنّك رجلٌ فقيرٌ، فمن أين حصلت على هذا المال الكثير؟"
فأجاب الحطاب: "لقد حصلت على المال بتعبي".
ولمّا سمع السّبع ذلك غضب غضبًا شديدًا، لأنّ الحطّاب بهذا الرد أنكر مساعدة السّبع له.
ورجع السّبع إلى مكانه وهو حزين.
عند الصّباح، ذهب الحطّاب كعادته إلى المكان الذي يعيش فيه السّبع، فوجده يعاني المرض.
سأله الحطاب: "ما بك يا صديقي العزيز؟"
فأجابه السبع: "إني مريض". ثم سأله: "هل فأسك قوية؟"
أجاب الحطاب: "نعم، إنّها قوية".
فقال له السّبع: "أرجو أن تضربني بها ضربةً شديدةً".
استغرب الحطّاب هذا الطلب، لكنّه ضرب رأس السبع، فأوقعه على الأرض مُضرّجا في دمائه. وظنّ الحطاب أن السبع قد مات، فتركه، وعاد إلى بيته.
مرّت الأيام… وذات يومٍ ذهب الحطّاب إلى عمله –كالعادة- فرأى السّبع حيًا يُرزَق، فناداه، وقال له: "عفوك يا صديقي، لقد أخطأتُ وضربتُك ثم تركتك مُعتقدًا أنّك ميت". قال السّبع: "أرجو أن تنظر إلى رأسي، هل شُفِيَ الجرح؟"
نظر الحطّاب إلى رأس السبع فوجد الجرح قد إلتأم ولم يبق له أثر، فأخبر السّبع بذلك.
قال السبع: "هذه هي ضربتك. إنّ جرح الضّرب يلتئم، لكن جُرح الكلام فلا يلتئم أبدًا. قُل لي لماذا أنكرتَ مساعدتي لك؟"
خجل الحطّاب وراح يعتذر للسّبع عمّا حدث. لكنّ السبع التفت إليه غاضبًا وقال: "هيا ابتعد عني بسرعة، وإلاّ فإني سآكلك".
فهرب الحطاب لينجو بنفسه…
 

مقالات متعلقة