الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 23:01

قصة جميل وجميلة للحلوين

كل العرب
نُشر: 18/08/16 19:03,  حُتلن: 07:36

يُحكى أنّ فتاةً اسمها "جميلة" كانت تعيش مع جدّيها بعد وفاة والديها. وكانت جدّتها تحبّها كثيرًا ولا تسمح لها باللّعب مع الفتيات حتى لا يصيبها مكروه.
كانت الفتاة "جميلة" رائعة الجمال. وعندما كبرت خطبها ابن عمها جميل. وكان في القرية التي تعيش فيها ستّ فتياتٍ، غير جميلات مثلها، ولم يحببنها. كانت الغيرة تأكل قلوبهن، وكُن يحسدنها لأنّها على وشك الزواج، ولم يتقدّم أحد لخطبتهن.


صورة توضيحيّة

ذهبت البنات الحسودات إلى جدّة جميلة ورجونها أن تسمح لها بالخروج معهنّ لجمع الحطب، فسمحت لها. وجمعن الحطب.
في طريق العودة، توقّفن عند نخلةٍ تحمل بلحًا، بعضه أحمر وبعضه أخضر، لا يصلح للأكل. وتمنّت البنات أن يجمعن شيئًا منه لكنّهن لم يستطعن، فتسلقت جميلة النخلة وألقت بالبلح والرَّطَب إلى صديقاتها، فملأن سلالهن من التّمر وملأن سلّتها بالبلح الأخضر الذي لا يُؤكَل.
ثم وصلن بئرًا وقُلن: إنّ رميَ الحُلي في هذه البئر يجلب الحظ الحَسن، وتظاهرن بإلقاء حليهن فيها، ورمين أحجارًا. أمّا جميلة فألقت عقدها وقرطها وخلخالها.
وأكلن في الطريق بعض التّمر، أمّا جميلة فلم تأكل لأنّ بلحها لا يؤكل. ثم أخرجن حليهن وتزينّ بها. فعرفت جميلة أنّهن خدعنها، فطلبن منها العودة إلى البئر لإخراج حليها منها، وكان الوقت مساء، وهُنّ يعرفن أن غولاً شريرًا يذهب إلى البئر في اللّيل ويُحوّل من يَجده وحشًا مثله.
جاء الغول، فرجته جميلة ألا يأكلها، وأخبرته أنّها تريد حليّها، فوعدها بإعادتها إليها إذا وافقت على الذهاب معه غدًا في رحلةٍ على حصانه الأسود. فوافقت. وشرب البئر وأخرج الحلي وسلّمها لها. وأعطاها جريدة نخل لتضعها على باب بيتها ليعرفه.
في اليوم التالي، حضر الغول وخرجت جميلة معه على حصانه، والغول على شكل أمير. وكان جدّاها نائمين.
وفي اليوم التالي كان العرس، وبحثَ جميل عن جميلة فلم يجدها، وأمضى سنةً يبحث عنها، وأخيرًا أخبرته سيدةٌ عجوز أنّها رأت مع الغول فتاةً جميلةً في وجهها علامة صغيرة، فعرف جميل أنّها جميلة، ورجا العجوز أن تساعده لينقذها.
أخبرته العجوز أنّ الغول يستيقظ شهرًا وينام شهرًا، وموعد نومه بعد ثلاثة أيّامٍ. وقالت إنّ جميلة الآن نائمة نومًا مسحورًا، وقد طال شعرها وأظفارها، فعليه أن يقصّ شعرها ويقلّم أظفارها، وعندها يزول عنها السّحر. كما أخبرته أنّ للغول كلبًا عليه أن يقتله. فالغول إذا نام لا يستيقظ ولكن كلبه قد يطارده. وقالت: ولكن لأنّك تحبّ جميلة، وجميلة طيّبة القلب، فسأعطيك ثلاثة أشياء: قطعةً صغيرةً من الحجر ووعاءً صغيرًا فيه ماء وقطعة من الخشب. فإذا تبعك الغول فاقذف قطعة الخشب بينك وبينه، ثم قطعة الحجر، ثم آنية الماء، واهرب منه بأسرع ما تستطيع. فشكرها جميل.
بعد ثلاثة أيامٍ، ركب جميل حصانه قاصدًا بيت الغول، وكان نائمًا، وكذلك جميلة، فقصّ شعرها وقلّم أظفارها، وفتحت عينيها، وصاحت فرحةً: "جميل.. أخيرًا جئت لتنقذني". ونَسِيَ أن يقتل الكلب، فلمّا أركب جميلة فوق حصانه وشعر بهما الكلب، عضّ الغول وأيقظه من نومه، وتبعهما الغول والكلب.
رأت جميلة من بعيد شيئًا أسود ولكنّه يقترب بسرعةٍ. وبعد قليلٍ عرفت أنّه الغول وكلبه يجري بجواره، فرمت قطعة الخشب فتحوّلت إلى غابةٍ كثيفةٍ. وتقدّم الغول وصار يقطع الأشجار بسيفه ويلقيها على الجانبين يساعده كلبه حتّى شق لنفسه طريقًا بين الأشجار.
اقترب الغول والكلب بسرعة السّهم، فرمى جميل قطعة الحجر الصغيرة، فتحولت في الحال إلى سورٍ ضخمٍ ارتفع بينهما وبين الغول.
لم يستطع الغول أن يقفز فوق السور، فأخذ ينزع أحجار السور حجرًا حجرًا وكلبه يساعده، إلى أن أحدث ثغرةً استطاع أن ينفذ منها ويواصل مطاردته لجميل وجميلة.
وفي المرّة الثالثة، صاحت جميلة: أرى الغول وكلبه يسرع بجواره وسرعتهما تزداد وكأنّهما الريح.
عندئذٍ ألقى جميل خلفه بإناء الماء، وفي الحال ظهر بحر عظيم بينهما وبين الغول. توقف الغول عند الشاطئ وقال: إذا كنتُ لا أستطيع عبور هذا البحر فإنّني أستطيع أن أشربه. وبدأ هو وكلبه يشربان ماء البحر.
أخذا يشربان ويشربان… وانتفخ بطن الغول وظلّ ينتفخ؛ وانتفخ بطن الكلب وظلّ ينتفخ، وفجأةً دوّى صوت انفجار عظيم. لقد انفجر بطن الكلب، ثم انفجر بطن الغول أيضًا.
عاد جميل وجميلة إلى قريتهما سالمين، وعرف الناس جميعًا ما فعلته الفتيات الشّريرات لجميلة، فلم يتقدّم أحد لخطبتهن، وأخيرًا تركن القرية ليعشن في قريةٍ أخرى…
أمّا جميلة فقد تزوّجت جميلاً، وظلّت تزداد جمالاً على جمالها..

مقالات متعلقة