الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 20:02

والآن... انقلاب أردوغان/ بقلم: سميح صعب

كل العرب
نُشر: 25/07/16 08:01,  حُتلن: 08:07

سميح صعب  في مقاله: 

الظاهر للعيان اليوم أن أردوغان يحاول اعادة صياغة تركيا سياسياً وعسكرياً وامنياً واقتصادياً وفق منظوره الخاص

اليوم يقول أردوغان أنا الجنرال وأنا أختزل الدولة وان الضابط الجيد هو ذاك الذي يطيعني، وان الموظف الجيد هو ذاك الذي يواليني ولا يشق عصا الطاعة علي أو يجاهر بالولاء لزعيم أو تيار آخر

على رغم كل الضجيج الغربي، فان اردوغان واثق من أن اميركا في حاجة اليه في حربها على "داعش" ولن تغامر بالدخول في مواجهة معه

لم يتأخر الرئيس باراك أوباما في الاتصال بالرئيس التركي وذهب وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى حد القول ان واشنطن تدعم الاجراءات التي يتخذها أردوغان للتعامل مع نتائج المحاولة الانقلابية

لن يهدأ بال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد اليوم. ما بعد المحاولة الانقلابية ليس كما قبلها. فالشرخ الداخلي يتسع. ولا الإنتقام من الجنرالات، ولا "اجتثاث" اتباع فتح الله غولن، ولا فرض الطوارئ، ولا اعادة العمل بعقوبة الاعدام ، ولا فصل عشرات الآلاف من الموظفين من كل القطاعات، سيكون طريقاً الى الاستقرار، بل على العكس انه بداية استقطاب داخلي سيؤدي الى مزيد من الاحتقان ويراكم أسباباً لانفجار آخر في تركيا.

الظاهر للعيان اليوم أن أردوغان يحاول اعادة صياغة تركيا سياسياً وعسكرياً وامنياً واقتصادياً وفق منظوره الخاص. ويعتقد انه وجد في الانقلاب العسكري الفاشل ضالته التي توصله الى غايته من غير ان يعترض أحد لأن تهمة الخيانة والتعامل مع غولن جاهزة. انه انقلاب اردوغان على الانقلاب. فالشيطنة الممنهجة للمؤسسة العسكرية تمضي على قدم وساق، وكذلك تقصد نشر صور اعتقال الجنرالات مقيدين بأيدي رجال الشرطة والاستخبارات ترمي الى ابراز الاذلال والانكسار على وجوه ضباط تربت اجيال تركية مهابتهم اما احتراماً واما خوفاً.

اليوم يقول أردوغان أنا الجنرال وأنا أختزل الدولة وان الضابط الجيد هو ذاك الذي يطيعني، وان الموظف الجيد هو ذاك الذي يواليني ولا يشق عصا الطاعة علي أو يجاهر بالولاء لزعيم أو تيار آخر. وحتى ما تبقى من أحزاب المعارضة لن يكون في وسعه بعد اليوم ان يرفع سقف خطابه السياسي ضد الرجل الذي يوطد الآن اركان ديكتاتوريته باسم الشعب وباسم الدفاع عن الديموقراطية. وعلى رغم كل الضجيج الغربي، فان اردوغان واثق من أن اميركا في حاجة اليه في حربها على "داعش" ولن تغامر بالدخول في مواجهة معه. وأميركا جاهزة على تجميل الديكتاتورية، أية ديكتاتورية، اذا كانت تخدم مصالحها ولن تشذ في حالة اردوغان. ولم يتأخر الرئيس باراك أوباما في الاتصال بالرئيس التركي وذهب وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى حد القول ان واشنطن تدعم الاجراءات التي يتخذها أردوغان للتعامل مع نتائج المحاولة الانقلابية. أما قضية غولن فستظل معضلة في العلاقات الاميركية - التركية لن تتسبب بتعطيلها.

وحده وزير الخارجية الفرنسي جان - مارك ايرولت تساءل عن مدى التزام اردوغان محاربة "داعش".
يقول أردوغان ان المحاولة الانقلابية كانت "هدية من الله" كي يتولى هو "تطهير تركيا" ممن يعتبرهم خونة وارهابيين. وكلما ذهب الرئيس التركي في عملية التطهير، ستزداد اخطاؤه ويكثر اعداؤه. واذا لم تنجح المحاولة الانقلابية في 15 تموز، فان لا شيء يمنع غيرها من النجاح بعدما أقفل اردوغان على الآخرين كل وسائل التعبير الاخرى.

نقلا عن العربية 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة