الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 23 / أبريل 13:02

هَبَّة هِبَة التَّعليميَّة/ بقلم: مارون عزام

كل العرب
نُشر: 20/07/16 09:51,  حُتلن: 09:58

مارون عزام:

لم يتغيَّر شيء على هِبَة، فما زالت تلك الفتاة المتواضعة، الملازمة اليوميّة لزملائها في الصف ولصديقاتها

أثارت الطّالبة هِبَة عبّود، هبَّة تعليميّة على التعليم العادي التقليدي، واستطاعت بذكائها الإطاحة بكل المقاييس التدريسيّة في سن السادسة عشرة

هذه الهبَّة العلميّة التي تقودها هبَة اليوم، يجب أن ينضم إليها جميع الطلاب المتفوّقين والمميّزين في شفاعمرو والوسط العربي، لأن الإنجاز الذي حقّقته يجب أن يُحفّزهم على الانهماك بتحسين نهجهم الدراسي

الهدف من الذّهاب إلى المدرسة هو الحصول على العِلوم الأساسيّة، وعبور جميع المراحل المدرسية بنجاح... طموح الطّالب أن يُحقّق إنجازًا دراسيًّا كبيرًا، وأن يسير في المسار الأكاديمي الذي اختاره، حتّى يصِلَ خطّ النهاية... تحديه الكبير أن يتحدّى زملاؤه، ليتفوّق في عِلمه وعلاماته، ليس فقط عليهم، بل ليخلق تحدٍّ من نوع آخر على قدراته العقليّة، فالطّالبة هِبَة جمَعَت هذه الأوّليّات، وجعَلَت الدّراسة المكثّفة من الأولويّات.
أثارت الطّالبة هِبَة عبّود، هبَّة تعليميّة على التعليم العادي التقليدي، واستطاعت بذكائها الإطاحة بكل المقاييس التدريسيّة في سن السادسة عشرة، قفزت بمجهودها الدّراسي قفزة كبيرة، الذي أهَّلها للحصول على إعفاء خاص من وزير المعارف نفتالي بنِت، بعَدَم إكمال المرحلة الثّانوية، فقُبِلَت في معهد التخنيون بصورة استثنائيّة، بفَضل تميُّزها التحصيلي، ومثابرتها على الدراسة، بدعم من والديها وإدارة مدرستها.
لم يتغيَّر شيء على هِبَة، فما زالت تلك الفتاة المتواضعة، الملازمة اليوميّة لزملائها في الصف ولصديقاتها، تتماشى معهم جيلاً وفِكرًا، متأقلمة كليًّا مع عاداتهم الشّبابيّة، تُرافقهم في مناسباتهم الاجتماعيّة. رغم التغطيّة الإعلاميّة المكثّفة التي حظيَت بها من كافة وسائل الإعلام المحليّة والإسرائيليّة، فهي ما زالت الفتاة الخجولة التي تُطلق فورة فرحها بعيدًا عن العجقة الاجتماعية... خلوقة، لأنها تُقدِّر تضحيات أهلها في سبيل تأهيلها للخطوة الحاسمة، وقد ذكرَتهم مرارًا خلال مقابلاتها سواء عبر مواقع الإنترنت، أو خلال المقابلات التلفزيونيّة.
عندما هاتفتُ هبَة لأهنّئها على إنجازها، شعرتُ بمدى تأثرها الشديد من نبرة صوتها، وكان حولها مجموعة كبيرة من رفيقاتها، إذ كانت ضحكاتهن ترفرف من حولها، ترِن في أذُني، شاركنها فرحتها، كما شاركها المجتمع العربي هذه الغنيمة العلمية النّفيسة إذا جاز التعبير، التي حصلت عليها، بعد جهاد دراسي كبير ومتواصل، لنيل مرادها شِبه المستحيل، لأنه ليس من السّهل القبول في معهد التخنيون.
عَقَد التخنيون في شهر آذار المنصرم، ولأول مرّة في تاريخه مؤتمرًا قُطريًّا لطالبات المرحلة الثّانوية المتفوّقات، واختار 670 طالبة من كل أنحاء البلاد، لتشجيعهن على الدّراسة الأكاديميّة، واختيار المجالات التكنولوجيّة والهندسيّة، عَلِمتُ أن الطالبة هِبَة لم تُشارِك فيه، أيضًا إدارة المدرسة لم تعلَم به، هذا يدل على استخفاف وزارة المعارف بقدرات الطالبات العربيّات، والطلاب العرب ككُل، من هنا جاءت دهشة وزير المعارف من إنجاز هِبَة، واستضافها في مكتبه، لأنّها فخر لدَولة تُحاصر طموحات الطّالب العربي، بسن قوانين عنصريّة لطّخت سمعة إسرائيل الأكاديمية في العالم.
هذه الهبَّة العلميّة التي تقودها هبَة اليوم، يجب أن ينضم إليها جميع الطلاب المتفوّقين والمميّزين في شفاعمرو والوسط العربي، لأن الإنجاز الذي حقّقته يجب أن يُحفّزهم على الانهماك بتحسين نهجهم الدراسي... أن يشجّعهم على تكريس جزءًا من وقتهم لدراسة مواد موسّعة... يوجد في شفاعمرو مجموعة كبيرة من الطلاّب المتفوّقين، لكنّهم بحاجة إلى رعاية خاصّة من البلديّة وليس فقط من الأهالي. ربّما هِبَة عبّود بهبّتها هذه، قد تُشعِل غيرة إدارة البلدية على أبنائها المتّقدين ذكاءً، لتخلق رخاءً تعليميًّا وليس مَناخًا عامًّا مشحونًا بالتوتّرات الائتلافيّة!!

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة