منال علي شقيقة المرحومة نجاح:

صفقة الادعاءات التي توصلت إليها النيابة مع الشرطة والأحكام ضد المتهمين غير كافية

فريال أمريكاني والدة الضحية نجاح:

أرفض مثل هذه القرارات التي تأتي على حساب نفسيتنا وحزننا وألمنا

سليمة بدوي:

 إلى متى سيبقى هذا الاستهتار واللامبالاة التي نعاني منها؟، أليس من المفروض أن تقدّم الدولة لنا المساعدة بدلا من إهمالنا؟

لا يزال الألم والحزن يخيم على عائلات ضحايا كارثة عكا التي سقط فيها خمسة ضحايا قبل عامين، وحتّى هذا اليوم يدور في أذهانهم تساؤلات عديدة حول الحادثة ومن هي الجهة التي دعمت ووقفت وراء تنفيذ العملية التي تركت وراءها اثارًا قاسية جدا.

كما وتحدثت العائلات عن صفقة الادعاء التي توصلت إليها النيابة مع الشرطة من جهة والدفاع من جهة اخرى والتي شملت توجيه تهمة القتل غير المتعمد، كذلك الحكم بالسجن 16 عامًا على الشاب محمد جارحي (20 عاما)، والحكم بالسجن 8 سنوات على الشابين زكريا عزيري وعمر حلواني.

في هذه الكارثة لقي الزوجان رائق ونجاح سرحان وطفلهما نصر الدين مصرعهم، بينما نجت طفلتهما من الموت، وهي اليوم تعيش لدى خالتها منال علي، لكنّها تشعر بألم فقدان عائلتها التي كانت بالنسبة لها كل شيء في حياتها.
منال علي شقيقة المرحومة قالت في حديثها لموقع العرب وصحيفة كل العرب: "صحيح أنّه حكم على ثلاث شباب من عكا، لكن ما نريد معرفته هو من هي الجهة المسؤولة التي تسببت بحدوث الكارثة. هؤلاء هم من يجب أن يتم الكشف عنهم حتى تظهر الحقيقة، ولا تكفي صفقة الادعاءات التي توصلت إليها النيابة مع الشرطة".

وقالت أيضًا: "هذا اللقاء وصفقة الادعاء أعادت لنا أوجاعنا، حيث مررنا بفترة صعبة للغاية وكل الوقت ونحن نعاني من حالة نفسية سيئة بسبب الظروف التي خيمت فوق رؤوسنا. فقط قبل فترة قصيرة بدأنا نصحوا ممّا كنّا فيه، لكن عندما نسمع عن القضية يعود الوجع مجدّدا".
ومضت وهي تقول: "لا أفهم ما هو السر والأهداف التي تمنع الجهات المسؤولة التحقق من القضية بصورة مهنية، فلو أنّ الضحايا هم من الوسط اليهودي لقامت الدنيا ولم قعدت، لكن بما أنّ الحديث يدور عن قتلى عرب فإنّ الأمر لم يؤخذ بجدّيّة. أعتقد أنّه يتوجّب علينا إحياء هذه القضية من جديد من خلال وقفات احتجاجية وتظاهرات، لكن مع الأسف الشديد هنالك أشخاص كثيرون من داخل المجتمع يحاولون تغييب الكارثة".

فريال أمريكاني والدة الضحية نجاح قالت وهي تبكي: "الصفقة التي توصّلت إليها النيابة والشرطة هزيلة، فهذه الأحكام قصيرة جدًّا، إذ يجب أن يكون الحكم أكثر من ذلك، لأنّ الحديث يدور عن 5 قتلى. أنا شخصيًّا أرفض مثل هذه القرارات التي تأتي على حساب نفسيتنا وحزننا وألمنا". ثم قالت: "نحن نرضى بحكم الله، ونأمل أن تصل الشرطة للحقيقة التي سببت الكارثة".
جدير بالذكر أنّه منذ أن وقعت الكارثة، ما زال المبنى مهدومًا وكلّ الجهات ترفض ترميمه من جديد، ممّا أثار غضب السكان وخاصة الذين يسكنون في نفس المنطقة.

سليمة بدوي قالت: "مع الأسف فقد توجهنا مرارا وتكرار للجهات المسؤولة لترميم المبنى لكن لا حياة لمن تنادي، ونحن في الحي بدأنا نتضايق من المنظر الحزين الذي يذكرنا بمناظر قاسية، ومن جانب آخر أصبحنا لا نستطيع الجلوس خارج البيت بسبب الجراثيم والبعوض التي تصب في المبنى ومن حوله. إلى متى سيبقى هذا الاستهتار واللامبالاة التي نعاني منها؟، أليس من المفروض أن تقدّم الدولة لنا المساعدة بدلا من إهمالنا؟، كيف تسمح السلطات لنفسها أن نبقى في منطقة تشكل خطرًا على حياة المواطنين بسبب احتمال انهيار المبنى من جديد؟، كل هذه التساؤلات ستبقى تلاحقنا ما دامت الحلول معدومة".